والتأم خلال هذا الحدث، الذي أصبح حدثا لا محيد عنه بالنسبة للمنظومة التربوية لمدينة فاس، مجموعة من الفاعلين الرئيسيين ضمنهم أولياء أمور حاملي شهادة البكالوريا المستقبليين، ومستشارو التوجيه، ومديرو المؤسسات التعليمية، وممثلو جمعيات آباء التلاميذ.
وفسحت هذه النسخة المجال لمناقشات غنية وبناءة حول المواكبة المثلى للتلاميذ في مسارهم الدراسي والمهني. وتمثل الهدف الرئيسي لهذا الحدث في تعزيز التعاون بين الجامعة الخاصة لفاس والثانويات الشريكة، سواء العمومية أو الخاصة، وتقاسم أفضل الممارسات التربوية لتوجيه التلاميذ نحو النجاح.
وتميز هذا الحدث بتنظيم ندوة افتتاحية نشطها رئيس مركز الاستشراف الاقتصادي والاجتماعي، علي الغنبوري.
وشدد السيد الغنبوري، في كلمة خلال هذا اللقاء، على ضرورة تمكين حاملي البكالوريا ومحيطهم من الآليات الضرورية لتدبير نجاحهم بالطريقة المثلى، والذي لا يقتصر فقط على نيل شهادة البكالوريا، بل يشمل أيضا التوجيه والاختيار المهني والأكاديمي.
وأكد السيد الغنبوري، وهو أيضا خبير في التربية والتوجيه المهني، على أهمية الأخذ بعين الاعتبار تطور الاقتصاد والتنمية بالمغرب لضمان توجيه منسجم وملائم لمستقبل حاملي شهادة البكالوريا.
وفي هذا السياق، أكد على أهمية أن يحرص حاملو شهادة البكالوريا على الفهم الجيد لرهانات التنمية بالبلاد، لاسيما ما يتعلق بالتوجيه المهني.
وأكد أن النموذج التنموي الجديد للمغرب يسلط الضوء على القطاعات الواعدة والتحديات الرئيسية مثل الإجهاد المائي والاقتصاد الأخضر والصحة والسلامة الغذائية.
وسجل أن هذه القطاعات، التي تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للبلاد، تتيح مؤهلات كبيرة للاستثمار وخلق فرص الشغل، مؤكدا على الدور الرئيسي الذي يتعين أن تضطلع به الأسر في توجيه أبنائها.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد نائب رئيس الجامعة الخاصة لفاس، محمد الوزاني جميل، على أهمية هذه التظاهرة التي تعد بمثابة جسر بين السلك الثانوي والجامعة، وشدد على أهمية الشراكة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس- مكناس والجامعة الخاصة بفاس لمواكبة حاملي شهادة البكالوريا في اختياراتهم التوجيهية، ومساعدتهم على النجاح في دراستهم العليا.
وأوضح السيد الوزاني أن هذا اليوم يشكل فرصة للطلبة المستقبليين للتعرف على العرض التكويني للجامعة الخاصة لفاس، والاستفادة من نصائح مستشاري التوجيه بالأكاديمية لاختيار المسالك والشعب التي تناسب تطلعاتهم.
كما شدد نائب رئيس الجامعة الخاصة لفاس على دور التوجيه في التقليل من الإشكالات المتعلقة بإعادة التوجيه، ومعدل الهدر الجامعي.
وقد انتهز مسؤولو الجامعة هذا الحدث لتسليط الضوء على العرض التكويني الغني والمتنوع الذي تقترحه الجامعة، التي تضم أزيد من 39 مسلكا معتمدا من قبل الدولة. وتغطي هذه المسالك مختلف الميادين وتتيح للطلبة اكتساب المهارات التي يتطلبها سوق الشغل.
وبلغت نسبة الإدماج المهني بالجامعة الخاصة لفاس، التي يصل عدد خريجيها إلى 3600 ، حوالي 85 في المائة خلال الأشهر الستة التي تلي الحصول على الدبلوم، مما يعكس جودة التعليم الذي توفره وتجذرها في العالم المهني.
كما تميز هذا اليوم بتقديم برنامج "آفاق توجيه" من قبل المركز الجهوي للتوجيه المدرسي والمهني التابع للأكاديمية الجهوية لفاس – مكناس. ويهدف هذا البرنامج إلى مساعدة الطلبة على بناء مشاريعهم الشخصية من خلال زيارات للمقاولات ومعاهد التكوين.
واختتم هذا الحدث بتنظيم حفل توزيع الجوائز، احتفاء بالتعاون المثمر بين الجامعة الخاصة لفاس وشركائها التربويين.