وأوضح الاختصاصي النفسي، في محاضرة ألقاها بالمعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب تحت عنوان، "من (المكتوب) إلى تشكل الذات؛ رهانات الترجمة في التحليل النفسي"، أن الرقي بالفعل الترجمي في هذا المجال من شأنه مجاوزة العملية اللغوية البحتة إلى إنتاج نصوص مترجمة متشبعة بمعاني العمق الثقافي للنص الأصلي.
وطرح المحاضر، في هذا السياق، العديد من التساؤلات حول علاقة الترجمة بعلم النفس وتقاطعها مع العديد من العلوم الإنسانية، وكذا التحديات الملازمة لنقل المفاهيم النفسية من لغة إلى أخرى، داعيا إلى "انفتاح التحليل النفسي على دلالات لغوية مألوفة مرتبطة بالتجربة النفسية للمتلقي".
فضلا عن ذلك، توقف لمريني عند مستوى الفعل الترجمي في مجال التحليل النفسي بالمغرب ومدى قدرته على استيعاب السياقات الثقافية الأخرى، وملائمة إنتاجه للسياق المحلي.
من جهته، قال عبد الفتاح الحجمري، منسق الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة، التابعة لأكاديمية المملكة المغربية، إن هذه المحاضرة تندرج ضمن أنشطة الهيئة التي تشجع البحث العلمي في قضايا علم الترجمة وتطبيقاته والعمل على تطويره بالتنسيق مع الهيئات والمؤسسات العلمية المختصة.
واعتبر السيد الحجمري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا النشاط يعد مناسبة للتفكير بعمق في الأبعاد الفكرية والفلسفية لعلم الترجمة وعلاقتها بعلم النفس، ليس فقط باعتبارها نقلا للنص من لغة إلى أخرى، وإنما في علاقتها بجملة من القضايا الفكرية والثقافية والاجتماعية بشكل عام.
يذكر أن أحمد فريد لمريني، الذي يشغل منصب رئيس الجمعية المغربية للتحليل النفسي، متخصص في التحليل النفسي والفكر الفلسفي، وقدم مجموعة من الأعمال التي تناقش التحليل النفسي والتشكيل الذاتي وتأثير السياقات الاجتماعية والثقافية على بناء الهوية.
كما يعتبر عضوا مؤسسا لـ"كرسي فاطمة المرنيسي" و"جمعية أصدقاء مركز فاطمة المرنسي للأبحاث الثقافية".