وتندرج هذه الزيارة، التي قام بها المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، رفقة عامل إقليم القنيطرة، عبد الحميد المزيد، في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية "غابات المغرب 2020-2030"، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتوخت هذه الزيارة تقييم مدى تقدم برامج التشجير واستعادة بناء النظم البيئية الغابوية، فضلا عن متابعة استخدام التقنيات الحديثة في مراقبة وتدبير الأنشطة المرتبطة بهذه النظم.
وتميزت هذه الزيارة بأربع محطات رئيسية، حيث تم على مستوى الموقع الأول إطلاق أشغال تخليف أشجار البلوط الفليني على مساحة 200 هكتار، مع توقيع اتفاقية شراكة مع جمعيتين رعويتين.
وركزت الأشغال في الموقع الثاني على دعم وتقوية تشجير الصنوبر البحري على مساحة 430 هكتارا، وفقا للنموذج الجديد لإدارة صفقات التشجير. وتهدف هذه العملية إلى استبدال النباتات غير الناجحة، التي تمثل 5 في المائة من الشجيرات المغروسة في الفترة الأولية.
أما في الموقع الثالث، فقد تم إبراز كيفية الاستعانة بالطائرات بدون طيار (درون)، في إطار تنفيذ جزء من مشروع تخليف أشجار البلوط الفليني، مع استعمال الأنظمة الرقمية المرتبطة بها لرصد ومراقبة الأشغال الأرضية على مساحة 190 هكتار، بينما شهد الموقع الرابع والأخير إطلاق عملية تقليم في إطار عمليات حراجة مناسبة لغابات البلوط الفليني لتطوير نمو طبيعي لها.
وفي كلمة بالمناسبة، قال السيد هومي إن هذه المبادرة تندرج في إطار تنفيذ استراتيجية "غابات المغرب 2020-2030" التي تهدف إلى تشجير الغابات على مساحة 600 ألف هكتار بحلول عام 2030، مشيرا إلى أنه تم حتى الآن إنجاز عمليات التشجير على مساحة 150 ألف هكتار، أي 25 في المائة من الهدف الإجمالي.
وأضاف أن هذه العمليات تترافق مع عدد من التدابير لفائدة السكان، بهدف إتاحة خلق أنشطة مدرة للدخل على المستوى المحلي، إضافة إلى إعادة تأهيل المجالات الغابوية وخلق ارتباط بين السكان والغابة.
وأشار إلى أنه من المرتقب خلال موسم 2025-2026 تشجير مساحة تقارب 70 ألف هكتار، مما سيمكن من بلوغ 37 في المائة من الهدف الاستراتيجي، مضيفا أن هذه التدابير تأتي في ظل الظروف المناخية الحالية، المتسمة بالجفاف.
من جانبه، نوه حسن غريس، وهو عضو جمعية التشجير "المسيرة سيدي رابح"، بهذه المبادرة التي تهدف إلى إعادة تشجير غابة المعمورة في جماعة القنيطرة، مشيرا إلى أن الاتفاقية الموقعة مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات ستمكن الجمعية من الاستفادة من دعم مالي ومساعدة الخبراء وأحدث التقنيات في مجال إعادة التشجير لإنجاز مهمتها بنجاح.
يشار إلى أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات أبرمت شراكات مع جمعيات وتعاونيات محلية، يتم بموجبها تخصيص مساعدات مالية لدعم السكان المتضررين من القيود المفروضة على استعمال الغابات قيد عملية التشجير.
ويستهدف البرنامج في جهة الرباط-سلا-القنيطرة غرس 50 ألف هكتار بحلول سنة 2030، مع خطة عمل للفترة 2024-2025، تشمل 7570 هكتارا، موزعة على 3810 هكتارا من تخليف الغابات الطبيعية (منها 3110 هكتارا من البلوط الفليني و700 هكتار من العرعار)، و3300 هكتار من إعادة التشجير باستخدام أصناف ملائمة و460 هكتارا لتحسين النظام الرعوي.