ويجمع هذا الحدث، الذي تنظمه المنظمة الإفريقية للمناطق الاقتصادية بشراكة مع مفوضية الاتحاد الإفريقي ووزارة الاستثمار والتجارة والصناعة الكينية، أزيد من 400 مشارك، من بينهم وزراء وممثلو المناطق الاقتصادية الخاصة الإفريقية والمنظمات الدولية، إضافة إلى عدد من الفاعلين الاقتصاديين.
ويشكل هذا الاجتماع، الذي ينعقد تحت شعار "بناء اقتصادات مرنة وشاملة ومستدامة: دور المناطق الاقتصادية الإفريقية في جذب الاستثمارات المؤثرة وإعادة تعريف القدرة التنافسية"، فرصة لدراسة عدة مواضيع، من قبيل الابتكار واستدامة وتنافسية المناطق الاقتصادية الخاصة، فضلا عن دور هذه المناطق في تحقيق نمو مرن وشامل.
وسينكب مختلف المشاركين في هذا الحدث على دراسة تأثير المناطق الاقتصادية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى الممارسات الفضلى الكفيلة بتطوير المناطق الاقتصادية الخاصة وتقوية سلاسل القيمة الإقليمية.
كما سيتطرق هذا الاجتماع لرهانات أساسية، تشمل إدماج المقاولات الصغرى والمتوسطة والتجارة البينية الإفريقية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وقدرة المناطق الاقتصادية على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وخاصة الأوروبية.
وقال رئيس المنظمة الإفريقية للمناطق الاقتصادية والمدير العام للسلطة المينائية طنجة المتوسط، مهدي التازي الريفي، في كلمة خلال حفل افتتاح هذا الاجتماع السنوي، إن المنظمة تهدف إلى تطوير مناطق اقتصادية خاصة فعالة، تجمع بكفاءة بين عنصرين رئيسيين، وهما الخدمات اللوجستية والتنافسية الصناعية.
وأوضح السيد التازي الريفي أن المناطق الاقتصادية الخاصة الفعالة تشكل أداة استراتيجية لتحقيق عدة أهداف مرتبطة بتعزيز دور إفريقيا في التجارة الدولية والإقليمية، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر ونمو الناتج المحلي الصناعي للقارة.
وذكر في هذا الصدد بأن المنظمة الإفريقية للمناطق الاقتصادية تم إحداثها في عام 2015، بمبادرة من مجموعة طنجة المتوسط، بهدف الجمع بين المناطق الاقتصادية الخاصة بإفريقيا والاستجابة لحاجتها الحقيقية في تطوير منصة للتبادل المشترك.
كما سلط الضوء على كينيا، البلد المستضيف لاجتماع 2024، باعتبارها نموذجا في تطوير المناطق الاقتصادية الخاصة من خلال توفرها حاليا على 12 بنية تشغيلية قائمة، إضافة إلى أخرى يجري تطويرها.
من جانبه، أبرز الرئيس الكيني ويليام روتو أهمية المناطق الاقتصادية الخاصة في تنمية التجارة والإنتاج والتصنيع، مشيرا إلى أنها تشكل أيضا "عاملا محفزا لاستغلال الإمكانات الهائلة للقارة الإفريقية".
وأكد ويليام روتو أن كينيا تظل ملتزمة بمبادرات التعاون مع باقي الدول الإفريقية الهادفة إلى تعزيز المناطق الاقتصادية الخاصة وتحفيز التحول الجماعي، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق برؤية تتماشى مع منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي تمثل سوقا يضم نحو 1.4 مليار شخص.
وتميز حفل افتتاح هذا الاجتماع بحضور سفير المغرب بكينيا، عبد الرزاق لعسل ورئيس الوزراء الكيني، موساليا مودافادي، والمدير العام لطنجة المتوسط مناطق (TMZ) أحمد بنيس، الذي يشغل أيضا منصب الكاتب العام للمنظمة الإفريقية للمناطق الاقتصادية.
يذكر أن مجموعة طنجة المتوسط، الفاعل المشغل والمطور لأزيد من 3000 هكتار من المناطق الاقتصادية، استثمرت بقوة في تطوير المنظمة الإفريقية للمناطق الاقتصادية منذ إحداثها في عام 2015.
كما عملت المجموعة، باعتبارها نموذجا ناجحا في إفريقيا، على تعزيز تبادل المعرفة والتعاون بين المناطق الاقتصادية الإفريقية، مساهمة بذلك في تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية والاندماج الصناعي للقارة.
ويجمع الاجتماع السنوي للمناطق الاقتصادية الخاصة الإفريقية سنويا ممثلين حكوميين وخبراء دوليين وفاعلين اقتصاديين لعرض آفاق معمقة حول القضايا المتعلقة بتنمية المناطق الاقتصادية في إفريقيا.
ومن خلال هذه الاجتماعات، تقدم المنظمة الإفريقية للمناطق الاقتصادية، التي تضم 92 عضوا يمثلون 46 دولة، لأعضائها فرصة فريدة لتطوير شبكات وبناء تحالفات تجارية قوية، إضافة إلى إمكانية الوصول إلى كبار صناع القرار الدوليين.