وفي كلمة خلال افتتاح الدورة السادسة عشرة لمنتدى "ميدايز" الدولي المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار "سيادات وقدرات الصمود : نحو توازن عالمي جديد"، أشاد عثمان غزالي ، عاليا بجلالة الملك، نظير الدبلوماسية الثنائية ومتعددة الأطراف التي تنهجها المملكة، منوها بالريادة المتبصرة لجلالة الملك في إفريقيا.
وأكد رئيس جمهورية القمر الاتحادية من جهة أخرى أن بلاده تدعو إلى احترام مبدأ سيادة الدول، مذكرا بأن جمهورية جزر القمر الاتحادية دعمت على الدوام الوحدة الترابية للمملكة، ورحبت باعتراف قوى دولية بسيادة المملكة على صحرائها.
وسجل السيد عثمان غزالي أن موضوع هذه الدورة من المنتدى يوفر فرصة لبحث التحديات التي يواجهها العالم أجمع، والقارة الإفريقية بوجه خاص، لاسيما تلك المتعلقة بالأوضاع الدولية الراهنة التي تطبعها توترات متزايدة ونظام دولي مضطرب، مشددا على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لتمكين البلدان من مواجهة الصدمات والأزمات وحفظ السلام والأمن والاستقرار في العالم.
وقال إن "الصمود الذي نحتاجه اليوم هو الذي سيتيح لبلداننا التكيف والتغلب على هذه التحديات مع الحفاظ على سيادتها التي غالبا ما تكون على المحك بسبب الاضطرابات التي تُزعزع إفريقيا التي تواجه رهانات داخلية وخارجية".
وأضاف السيد عثمان غزالي أن "المنتدى يشكل فرصة للتفكير من أجل تبني استراتيجيات مشتركة في خدمة بلداننا لمواجهة هذا المشهد الجيوسياسي المتغير"، معتبرا أنه "من واجبنا رسم معالم مستقبل تُصان فيه سيادة الدول وتتضافر فيه الجهود لمعالجة التحديات العالمية بطريقة مشتركة وبناءة وإيجابية".
وخلص إلى أن "سيادة وصمود دولنا ومؤسساتنا، التي غالبا ما تكون على المحك في العديد من بلدان القارة، رهينة بإرادتنا السياسية وبعزمنا على تسوية النزاعات القائمة وتفادي الحروب والنزاعات، وهو ما يتطلب إجراءات وقائية عبر الطرق الدبلوماسية والوساطة من أجل التصدي للأسباب الجذرية للمشاكل، وبالتالي الحيلولة دون نشوب الأزمات والنزاعات".
تجدر الإشارة إلى أن دورة هذه السنة من المنتدى تشهد مشاركة أكثر من 250 متحدثا رفيع المستوى، من بينهم رؤساء دول وحكومات وصناع قرار وحائزون على جوائز نوبل، ورؤساء شركات دولية كبرى وشخصيات مؤثرة، أمام جمهور يفوق 6000 مشارك من أكثر من مائة دولة.
ويهدف المنتدى، الذي ينظمه معهد أماديوس تحت شعار "سيادات وقدرات الصمود : نحو توازن عالمي جديد"، إلى تعميق النقاش القاري والعالمي حول تعزيز السيادات الوطنية و الإقليمية (مؤسساتية وسياسية وترابية وأمنية واقتصادية وغذائية وطاقية وصحية) وبناء صمود مشترك، للاستجابة للأزمات العالمية المتعددة.