ويجمع هذا اللقاء العلمي المنظم على مدى ثلاثة أيام بمبادرة من مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، أكثر من 150 مشاركا من أربع دول متوسطية (المغرب وفرنسا وإسبانيا وتونس).
ويهدف هذا المؤتمر إلى أن يكون فرصة لتبادل المعارف والمواضيع المتعلقة بالأراضي الرطبة وبيئتها والتحديات الحالية للحفاظ عليها في سياق التغيرات المناخية الحالية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، على أهمية البحث العلمي في مواجهة القضايا البيئية الملحة، بما في ذلك التحديات المرتبطة بالطبيعة والتنوع البيولوجي.
وأشار إلى أن المواضيع المطروحة، مثل الطيور المائية والأراضي الرطبة، تعكس إشكالات تتطلب المزيد من الجهود العلمية لتقديم حلول مبتكرة ومستدامة، مضيفا أن الجامعة، باعتبارها فضاء للإبداع والابتكار، تظل ملتزمة بتوفير الأبحاث التي تواكب تطلعات المجتمع وتساهم في إيجاد إجابات للتحديات الراهنة.
من جانبها، أكدت رئيسة مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، رحيمو الحمومي، أن هذا اللقاء يروم تسليط الضوء على اشكالية تدهور الأراضي الرطبة نتيجة الضغوط المرتبطة بالتمدن والاستغلال المفرط للموارد المائية وتأثيرات تغير المناخ.
وأعربت عن أسفها نتيجة هذا الوضع الذي يشكل تهديدا مثيرا للقلق للطيور المائية والنظم الإيكولوجية والمجتمعات البشرية، مشددة على أن التحديات التي تواجه الأراضي الرطبة وتنوعها البيولوجي تتطلب استجابات منسقة وطموحة تدعمها السياسات العامة.
ويتضمن برنامج هذا الحدث المنظم بالتعاون مع كلية العلوم بأكادير والمعهد العلمي بالرباط والوكالة الوطنية للمياه والغابات، ست جلسات عامة، بمشاركة خبراء وطنيين ودوليين، حول القضايا المحددة المتعلقة بالأراضي الرطبة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، لا سيما إدارتها والحفاظ عليها في مواجهة التغيرات البيئية.
وستشمل هذه الجلسات، عروضا تقديمية للأعمال البحثية، في شكل مداخلات شفوية وملصقات، تعطي لمحة عامة عن أحدث التطورات العلمية في هذا المجال.
من جهة أخرى، تسلط منصة المعرض، الضوء على البرامج التعليمية والدلائل العلمية للتعرف على الطيور المائية والملصقات حول غنى ووفرة الطيور بالأراضي الرطبة في المغرب، بهدف الرفع من مستوى الوعي بين المشاركين والجمهور حول تنوع الحياة البرية في الأراضي الرطبة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر يندرج في إطار "أيام الطيور المائية والأراضي الرطبة" التي أطلقها المعهد العلمي وإدارة المياه والغابات ومجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب سنة 1992، على إثر توصيات مؤتمر جرادو (1990) بهدف وقف تدهور الأراضي الرطبة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
وخلال النسخة الخامسة، التي عرفت مشاركة واسعة النطاق من البلدان المتوسطية، ثم الاتفاق على إحداث اجتماع دوري لتبادل الخبرات بشأن الأراضي الرطبة بين هذه الدول.