وتندرج هذه المرحلة الجديدة في إطار بث الدينامية في العلاقات بين المغرب وبنما إثر البرقية التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى رئيس جمهورية بنما، فخامة السيد خوسي راوول مولينو، بعد قرار بلاده تعليق أي اعتراف بـ"الجمهورية الصحراوية" الوهمية، وبفضل رؤية جلالته من أجل تعاون جنوب - جنوب قائم متضامن وفعال.
وفي هذا السياق، أكد الطرفان، خلال لقاء تناظري، أهمية تعزيز الإطار القانوني للتعاون الثنائي وتفعيل آلية المشاورات السياسية بين وزارتي الشؤون الخارجية بالبلدين.
كما عبرا، في بيان مشترك، عن رغبتهما في زيادة حجم التبادل التجاري الثنائي وتطوير شراكة اقتصادية حيوية تقوم على التجارة والاستثمار.
وفي هذا الضدد، اتفق الوزيران على تعزيز تبادل الخبرات في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، والنهوض بالتعاون الثنائي في قطاعات مثل التنمية الخضراء، والانتقال الطاقي، وتنويع مصادر الطاقة، والفلاحة والأمن الغذائي، والصيد البحري، وإدارة الموارد المائية، والسياحة، والصحة، والبنية التحتية للموانئ، والتعاون التقني، والتعليم العالي، والتكوين الأكاديمي والمهني، والتعاون الثقافي والهجرة، من بين أمور أخرى.
علاوة على ذلك، سلط المسؤولان الضوء على إمكانات التعاون الثنائي التي يتيحها موقعا المغرب وبنما باعتبارهما مركزين لوجستيين جويين وبحريين وبريين مهمين، في إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وبعدما أبرز المشروع الملكي الرائد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقت بفضل سياسة القرب التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعرب الطرف البنمي عن رغبته في الاستلهام من التجربة المغربية في النهوض بأوضاع المواطنين والتنمية الاجتماعية.
كما تبادل الوزيران وجهات النظر حول التهديدات الإرهابية الإقليمية والدولية وناقشا سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والهجرة غير الشرعية.
واتفقا، في الأخير، على التوقيع على خارطة طريق للتعاون من أجل هيكلة، بطريقة عملية وملموسة، مجالات وأنشطة التعاون.