وأبرزت السيدة الرفاعي في كلمة خلال ندوة تحت عنوان "إحياء هويتنا التعاونية"، التي نظمت في إطار المؤتمر العالمي للتعاونيات 2024، التهديدات العديدة التي تؤثر على التعاونيات، مشددة على الخصوص على الفجوة الحاصلة بين الأجيال و التي تعتبر "العائق الرئيسي أمام نقل القيم".
واعتبرت أن الإنخراط المحدود للشباب في القطاع التعاوني يشكل تهديدا رئيسيا على استمرارية هذه الحركة، داعية إلى تشجيع إحداث التعاونيات من طرف الشباب وضمان نقل القيم التأسيسية و استدامة هذا النموذج الاجتماعي والاقتصادي.
وتطرقت السيدة الرفاعي أيضا إلى التحديات الرئيسية الأخرى التي تواجه القطاع، لاسيما "الأولوية المعطاة للربحية"، الأمر الذي يدفع بعض التعاونيات إلى اعتماد ممارسات مماثلة لتلك التي تتبعها الشركات التقليدية، و التي غالبا ما تكون على حساب القيم التعاونية.
وأضافت أن ضغط العولمة يشكل اكراها لبعض التعاونيات مما يدفعها للابتعاد عن ممارساتها التقليدية حتى تظل قادرة على المنافسة.
وفي مواجهة هذه التهديدات، دعت المديرة العامة لمكتب تنمية التعاون إلى إرساء إطار قانوني أكثر صرامة، يحدد معايير الأهلية للحصول على صفة تعاونية ويضمن، من خلال عمليات التدقيق المنتظمة، استمرار القيم والممارسات التعاونية.
كما شددت على ضرورة إرساء مسلسل تحول أكثر صرامة لضمان أن الهيئات التي تطمح إلى الحصول على صفة تعاونية تتقاسم فعليا مبادئ الحركة.
واقترحت السيدة الرفاعي إصلاح آليات الحوافز العامة، مسجلة أن المساعدات المالية يتعين أن تكون مشروطة بنتائج قابلة للقياس من حيث التأثير الاجتماعي والمجتمعي.
ويسلط المؤتمر العالمي للتعاونيات الذي ينظمه التحالف التعاوني الدولي بشراكة مع التعاونية الهندية للأسمدة الزراعية، الضوء على الدور الإستراتيجي للتعاونيات في تعزيز الرخاء والإندماج على المستوى العالمي.
وتميزت الجلسة الإفتتاحية لنسخة 2024 من هذا الحدث بالإطلاق الرسمي للسنة الدولية للتعاونيات 2025، تحت شعار "التعاونيات تبني عالما أفضل".
ويمثل التحالف الدولي للتعاونيات الذي تأسس سنة 1895، ثلاثة ملايين تعاونية حول العالم، ويشكل منتدى عالميا من أجل المعرفة، والخبرة، والعمل المنسق لفائدة التعاونيات.