وقال السيد ولد الرشيد في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الاستثنائي الثلاثين لمنتدى رؤساء المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكراييب والمكسيك (الفوبريل)، الذي يستضيفه البرلمان المغربي، إن منتدى الحوار المُقترح سيسمح بمزيد من التعرف على على تاريخ، وقيم وحضارة، وحاضر، ومؤهلات البلدان الأعضاء في منتدى (الفوبريل)، كما سيشكل فرصة لتتعرف شعوب البلدان المنتمية له "على عراقة تاريخ المملكة المغربية، وما حققته في مسارها التنموي".
واعتبر السيد ولد الرشيد في هذا السياق، أن المسار المتميز بين البرلمان المغربي ومنتدى (الفوبريل) ، القائم على روح الاحترام المتبادل، "يطوقنا اليوم، بمسؤولية تعزيزه ونقله إلى فضاءات أرحب من التعاون المثمر لما فيه صالح بلداننا وشعوبنا"، مشيرا إلى أن تضمين جدول أعمال هذا الاجتماع ، لقرار ارتقاء البرلمان المغربي إلى صفة شريك متقدم لمنتدى الفوبريل، وما يفتحه هذا القرار من أفق كبير للعضوية الكاملة للمؤسسة التشريعية المغربية في المنتدى "يحتم علينا التفكير الجماعي من أجل إضفاء المعنى على هذا الحدث ومأسسة علاقاتنا، وفق منظور مؤسساتي جديد".
وشدد على أن توطيد أواصر الصداقة والتعاون مع منتدى رؤساء المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكراييب والمكسيك "نابع من قناعات أصيلة وراسخة لدى كافة مكونات الشعب المغربي، وأهمها إيماننا المطلق بأهمية دعم كل المبادرات التضامنية، وكل المشاريع الاندماجية، وخصوصا المرتبط منها بالتعاون جنوب- جنوب، لما له من أهمية قصوى في تعزيز الحوار والتضامن وتحقيق التنمية المشتركة".
وسجل رئيس مجلس المستشارين أن مسار العلاقات بين الجانبين "يؤطره تجسيدنا لقناعة المغرب الراسخة بأهمية الدور الطلائعي الذي تلعبه اليوم التكتلات الإقليمية والجهوية في عالم متنامي التحولات والتغيرات، وهو قبل كل هذا وذاك، قرار ينسجم مع الخيار الاستراتيجي لبلادنا تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، بتعزيز التعاون جنوب-جنوب"، مستحضرا الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك لبلدان أمريكا اللاتينية سنة 2004.
وتطرق السيد ولد الرشيد في هذا الصدد، إلى المبادرات السامية لجلالة الملك من أجل تعزيز التعاون جنوب-جنوب، ومنها المبادرة الملكية الرائدة على الصعيد الدولي، والتي تهدف إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل الإفريقي إلى المحيط الأطلسي، والسعي إلى إنشاء إطار مؤسساتي قوي يربط بلدان القارة الإفريقية الـ 23 المطلة على المحيط الأطلسي "وهو ما من شأنه أن يجعل الواجهة الأطلسية للمغرب منطلقا لتعزيز الربط اللوجيستي بين المغرب وإفريقيا وبلدانكم الصديقة، لتطوير المبادلات التجارية، وتأهيل آليات التدفقات الاستثمارية".
ويتناول المشاركون في أشغال الاجتماع الاستثنائي الثلاثين لمنتدى الفوبريل محاور نقاش رئيسية تتعلق بمواجهة تحديات الأمن بأمريكا الوسطى وخارجها، والعمل البرلماني للتصدي للتداعيات الاجتماعية والاقتصادية للتغيرات المناخية، والتنمية المندمجة، وخطة العمل الإقليمية البرلمانية المشتركة، كما سيتم عرض القانون الإطار الإقليمي لمكافحة الاتجار بالبشر وخاصة النساء والأطفال.
وعلى هامش الاجتماع الذي يعقد تحت شعار "مواجهة التحديات المشتركة: الأمن، والتغيرات المناخية والتنمية الاقتصادية"، سيجري رؤساء ورئيسات المؤسسات التشريعية والوفود البرلمانية المشاركة من أمريكا الوسطى والكاراييب والمكسيك، لقاءات مع عدد من المسؤولين المغاربة.
يذكر أن منتدى الفوبريل تأسس سنة 1994 بهدف دعم آليات تطبيق وتنسيق التشريعات بين الدول الأعضاء، وكذا إحداث آليات استشارية بين رؤساء المؤسسات التشريعية لمعالجة مختلف المشاكل التي تواجهها المنطقة، إلى جانب دعم الدراسات التشريعية على المستوى الجهوي.
ويضم المنتدى رؤساء المجالس التشريعية للدول الأعضاء التسع وهي: غواتيمالا، بيليز، السلفادور، الهندوراس، كوستاريكا، بنما، جمهورية الدومينيكان، المكسيك وبورتوريكو. كما يضم أعضاء ملاحظين وهم: برلمان أمريكا اللاتينية (برلاتينو)، وبرلمان أمريكا الوسطى (برلاسين)، ومجلس النواب الشيلي، فضلا برلمان المملكة المغربية الذي ارتقى إلى صفة "شريك متقدم" للمنتدى.