وعرف هذا الحدث، الذي نظمه المكتب الوطني المغربي للسياحة بشراكة مع مجموعة "ليدر" الدولية للسياحة، وهي شركة سياحية رئيسية في شمال الصين، حضور حوالي 550 شخصا، من بينهم ممثلون عن جمعية مهنيي السياحة في بكين، ووكلاء السفر العاملين مع مجموعة "ليدر" الدولية، وأعضاء حكومة منطقة فنغتاى، فضلا عن العديد من الصحفيين.
ويروم هذا الحدث على الخصوص تقديم الوجهة المغربية، وتعزيز تموقعها لدى مجموعة "ليدر" الدولية للسياحة التي تنشط بشكل رئيسي ببكين ومدن شمال الصين، حيث تتوقع المجموعة نموا ملحوظا في السوق المغربية، لاسيما مع استئناف الخط الجوي المباشر الرابط بين الدار البيضاء وبكين على متن الخطوط الملكية المغربية اعتبارا من 20 يناير 2025.
وفي كلمة بهذه بالمناسبة، ذكر سفير صاحب الجلالة بالصين، عبد القادر الأنصاري، بعلاقات الصداقة والتعاون التي جمعت على الدوام بين المغرب والصين.
وأشار في هذا الصدد إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها الخميس الماضي الرئيس الصيني شي جين بينغ للمملكة، حيث كان في استقباله صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
وأوضح الدبلوماسي أن سياسات المغرب السياحية حققت تقدما ملحوظا خلال الخمسين سنة الماضية، مسجلا أنها بلغت مستوى كبيرا من النضج من حيث التجربة والخبرة.
وأبرز أن المملكة تتوفر على استراتيجية طموحة لتطوير صناعتها السياحة خلال السنوات المقبلة، لافتا إلى أنه فضلا عن الأسواق التقليدية في أوروبا، يطمح المغرب إلى تعزيز جاذبيته وسط الأسواق الجديدة.
وقال السفير إن السوق الصينية تحتل مكانة متميزة في هذا الصدد، وهو ما يتجلى من خلال قرار المملكة إعفاء المواطنين الصينيين من إجراءات تأشيرة دخول المغرب.
وأضاف أن الأرضية مواتية لمزيد من التعاون بين الفاعلين السياحيين المغاربة والصينيين، داعيا المهنيين الحاضرين في هذا الحدث إلى بذل كل الجهود اللازمة للارتقاء بهذا التعاون إلى المستويات المنشودة.
من جهته، أكد ممثل المكتب الوطني للسياحة ببكين، هشام بلعزيز، أن المغرب أصبح حاليا الوجهة السياحية الأولى على المستوى الافريقي مع تسجيل 14,9 مليون زائر مع نهاية أكتوبر 2024.
وأشار إلى أن "المغرب يهدف إلى أن يصبح من بين الوجهات العشر الأكثر إثارة للإعجاب في العالم"، مضيفا أنه لتحقيق هذا الهدف، وضعت وزارة السياحة مخطط عمل طموح وشامل يجمع بين تعزيز القدرة الجوية، وتنويع المنتوجات السياحية، والإستثمار والعمل الرقمي، والبحث عن أسواق جديدة.
. وسيمكن مخطط العمل أيضا من الانخراط في استحقاقات مهمة، لاسيما تنظيم الأحداث الرياضية الرئيسية من قبيل كأس الأمم الأفريقية سنة 2025، وكأس العالم لكرة القدم سنة 2030.
وتطرق السيد بلعزيز أيضا لتنوع العرض السياحي المغربي، الذي يقترح، إلى جانب الوجهات الكلاسيكية التي يعرفها منظمو السفر الصينيون، تجارب ثقافية وفنية ورياضية تتكيف مع تطلعات السوق الصينية.
وأضاف أن الجهود الرامية لتطوير الولوج إلى السوق الصينية سيتم تعزيزها من خلال إعادة تشغيل خط الدار البيضاء-بكين من طرف الخطوط الملكية المغربية، ومن خلال القدرة الجوية التي تعتزم شركة تشاينا إيسترن إيرلاينز تخصيصها لوجهة المغرب.
من جانبه، أشاد رئيس مجموعة "ليدر" الدولية للسياحة، ديفيد كوا، بتنظيم هذا الحدث، معتبرا أنه يندرج في إطار العلاقات الوثيقة والتبادلات الودية بين المغرب والصين.
وأشار إلى أن مجموعة "ليدر" الدولية للسياحة، منذ انطلاق أنشطتها السياحية بالمغرب سنة 2018، نظمت أكثر من 1000 جولة لفائدة عشرات الآلاف من السياح الصينيين، مبرزا اهتمامهم بالمنتجات السياحية المغربية.
وسجل أنه نظرا للإمكانات التي يتمتع بها المغرب، فإن المجموعة السياحية ستواصل التعاون مع المكتب الوطني للسياحة لتطوير المزيد من المنتجات السياحية التي تلبي احتياجات الزوار الصينيين.
وأضاف أن مجموعة "ليدر" الدولية للسياحة تعتزم التعاون مع المؤسسات الثقافية المغربية لتنظيم مهرجانات ومعارض وأنشطة أخرى حتى يتمكن السياح الصينيون من فهم التاريخ والثقافة المغربيين بشكل أفضل.
وتم بهذه المناسبة تقديم عروض حول الإمكانات السياحية المغربية، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية، والعرض الفندقي، والثروة اللامادية والمادية للمملكة، فضلا عن مخطط عمل المكتب الوطني للسياحة للفترة 2023-2026.
كما تم عرض العديد من الأفلام المؤسساتية التي سلطت الضوء على المعالم السياحية التي تتميز بها أهم المدن والوجهات المغربية، فضلا عن تنوع تراث المملكة.