وتندرج هذه الدورة التي تنظم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، في إطار الاحتفالات بذكرى المسيرة الخضراء، والمبادرات الرامية إلى النهوض بالثقافة والتراث الحسانيين وإيلائهما المكانة والعناية اللائقة بهما باعتبارهما رافدا من روافد الهوية المغربية الموحدة.
وتحل دولة مالي ضيف شرف على هذه الدورة، وذلك، بحسب المنظمين، تجسيدا للروابط التاريخية العميقة للمغرب وامتداده الإفريقي، واعتبارا لمتانة العلاقات القائمة على الروابط التاريخية التي توحد الشعبين المغربي والمالي، وإغناء لأوجه التشابه الثقافي والحضاري الذي يربط البلدين الشقيقين.
وقالت رئيسة المنتدى الوطني للتراث الحساني، ومديرة المهرجان، خديجة لعبيد، في كلمة بالمناسبة، إن هذا المهرجان يشكل مناسبة تروم المساهمة في التعريف بالثقافة الحسانية المغربية عبر منحها إشعاعا وطنيا وقاريا وتسويق مؤهلاتها ومقوماتها باعتبارها رافدا من روافد الهوية المغربية الموحدة .
وأبرزت لعبيد أن الثقافة الحسانية تعد جزءا أصيلا من الهوية الوطنية المغربية، وتحتل مكانة محورية في النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهو النموذج الذي يعكس رؤية شمولية تدمج التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع الحفاظ على التراث الثقافي الغني الذي يميز جهات الصحراء المغربية.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن اختيار "النموذج التنموي الجديد في خدمة الثقافة الحسانية وعمقها الإفريقي" شعارا لهذه الدورة من المهرجان يأتي اعتبارا لما يوليه النموذج الجديد من اهتمام خاص لتعزيز الثقافة الحسانية عبر برامج تهدف إلى دعم الإبداع الفني، وحماية التراث، وتشجيع الصناعات الثقافية.
وتميز حفل افتتاح المهرجان، الذي حضرته شخصيات من عالم السياسة والثقافة، وأعضاء بالسلك الديبلوماسي المعتمد بالمملكة، بتخصيص تكريم خاص لشخصية هذه الدورة، الوزير السابق ورئيس مجلس المستشارين الأسبق، السيد محمد الشيخ بيد الله، وذلك "عرفانا بمسار وسيرة هذه الشخصية الوطنية ومساهمته في سبيل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة". كما تميز هذا الحفل بتقديم فقرات فنية وشعرية وموسيقية قدمها فنانون وشعراء من المغرب ومالي.
ويتضمن برنامج هذه الدورة التي تستمر إلى يوم 27 نونبر الجاري، إقامة أروقة ومعارض عن التاريخ والمجال الحساني المغربي، وخياما عن أنماط العيش في الجهات الجنوبية للمملكة من طبخ وأزياء وحلي وزينة وألعاب ومصنوعات تقليدية وشعر ومحظرة تحفيظ القرآن الكريم.
كما سيكون لضيوف وزوار المهرجان موعد مع أمسيات شعرية وسهرات فنية تحتفي بالتمازج الموسيقي بين الصحراء المغربية وامتدادها الإفريقي فضلا عن برمجة عروض لأفلام وثائقية وندوات فكرية ومعرفية.