وفي كلمة بالمناسبة، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن هذه الذكرى تعتبر معلمة تاريخية وازنة في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، ومحطة نضالية متميزة شاهدة على الأواصر المتينة والوشائج القوية التي تجمع بين الشعب المغربي الأبي والدوحة العلوية الشريفة.
وأبرز السيد الكثيري أن هذه الذكرى مناسبة لاستحضار السياق التاريخي لهذا الحدث الوطني البارز لتدبر دلالاته ومغازيه واستخلاص الدروس والعبر، وكذا الاعتزاز بروائع ومفاخر النضال البطولي الذي خاضه أبناء الأقاليم الجنوبية في ملحمة العرش والشعب، ومواقفهم التاريخية الموصولة غداة عودة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، وأسرته الكريمة من المنفى.
وأشار إلى أن هذه الذكرى تنم عن استرخاص أبناء هذه الربوع المجاهدة الأشاوس دماءهم وأرواحهم دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية والذود عن حياض الوطن وحماية تخومه من الأطماع التوسعية للاحتلال الأجنبي.
واستحضر المندوب السامي الملاحم البطولية في مسلسل الكفاح الوطني البطولي الذي خاضه الشعب المغربي قاطبة وأبناء هذه الربوع من الأقاليم الصحراوية المجاهدة بقيادة العرش العلوي المجاهد من أجل الاستقلال والوحدة الترابية للمملكة من أقصى الشمال الى أقصى تخوم الصحراء، مضيفا أن هذه الربوع تفاعلت مع كافة المحطات النضالية والنداءات التي أطلقها بطل التحرير والاستقلال والوحدة جلالة المغفور له محمد الخامس منذ عودته من المنفى إلى أرض الوطن.
ومن هذه الملاحم الخالدة، يضيف السيد الكثيري، معارك ضد القوات الاستعمارية الفرنسية في مناطق "أم العشار" و"مركالة" و"العوينات"، و"لمسيد" و"الدشيرة"، حتى تحقق بفعل هذه البطولات والملاحم استرجاع منطقة طرفاية سنة 1958 ، بفضل العزم القوي والإرادة الصلبة والإيمان الراسخ والالتحام الوثيق بين القمة والقاعدة.
وتميز هذا اللقاء، الذي حضره الكاتب العام لعمالة إقليم طانطان، علي بوقسيم، ومنتخبون وشخصيات مدنية وعسكرية، بتكريم 8 من صفوة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أبناء إقليم طانطان، وتوزيع 89 إعانة مالية بمبلغ إجمالي يقدر بأزيد من 356 ألف درهم، على عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير و أرامل المتوفين منهم، والتي تهم إحداث مشاريع اقتصادية، والإسعاف الاجتماعي، وواجب العزاء، وأداء مناسك الحج.