وقال السيد الكثيري، خلال مهرجان خطابي، بالمناسبة، إن هذه الذكرى التي نخلدها بكلميم بوابة الصحراء، هي حدث وطني بارز في مسار الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد ضد الهيمنة الأجنبية، مشيرا إلى أن هذه الذكرى تتزامن وتخليد الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة بالذكرى ال 49 للمسيرة الخضراء المظفرة التي استرجع بفضلها المغرب أقاليمه الصحراوية الجنوبية، والذكرى ال 69 للأعياد الثلاثة المجيدة (عيد العودة، عيد الانبعاث، عيد الاستقلال).
وأبرز أن هذه الأيام الخالدة تجسد انتصار إرادة العرش والشعب و تؤرخ لعودة الحق إلى أصحابه الشرعيين ورجوع أب الوطنية بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، رفقة وارث سره وشريكه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن وإعلان بشرى انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال.
واستعرض المندوب السامي مراحل الكفاح الوطني ضد الاحتلال الأجنبي، والإسهام البارز للأقاليم الجنوبية في ملحمة الاستقلال، مشيرا إلى أن أبناء القبائل الصحراوية والمجاهدين الوافدين من كافة جهات ومناطق المغرب، خاضوا عدة معارك بطولية على امتداد ربوع وادنون والساقية الحمراء ووادي الذهب، واكتسح أبطال جيش التحرير الأجزاء المغتصبة من التراب الوطني بالأقاليم الصحراوية ليحققوا ملاحم بطولية وانتصارات باهرة لم تجد معها السلطات الاستعمارية الفرنسية والإسبانية إلا التحالف من جديد فيما سمي بعملية المكنسة "إيكوفيون" لإيقاف المد التحرري المتسارع بالصحراء.
كما استحضر الدور البارز لأبناء إقليم كلميم في كل مراحل الكفاح الوطني ضد الوجود الاستعماري والدفاع عن حوزة الوطن، مبرزا أن الاحتفاء بأمجاد هذه الربوع من الوطن هو من أجل التعريف بها وتنوير الأجيال المتعاقبة بمعانيها السامية وقيمها الرفيعة حتى يتزودوا من مناهلها ويتشبعوا بدروسها.
وتميز هذا اللقاء، الذي حضره والي جهة كلميم وادنون، عامل إقليم كلميم، محمد الناجم أبهاي، ومنتخبون وشخصيات مدنية وعسكرية، بتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أبناء إقليم كلميم، وتوزيع 86 إعانة على عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم، بغلاف مالي يقدر بأزيد من 300 ألف درهم، والتي تهم إحداث مشاريع اقتصادية، وواجب العزاء والإسعاف الاجتماعي و كذا مناسك الحج.