وأخذت هذه العروض الفنية، جمهور المهرجان في رحلة إلى عوالم موسيقية غير مسبوقة، مزجت بين التراث والحداثة، لتسلط الضوء على غنى وتنوع التراث الموسيقي الذي تنتمي إليه.
وهكذا، قدمت الفنانة كارينا غوميز، عروضا حرصت من خلالها على المزج بين الجاز والسول، لتنقل التراث الموسيقي لبلادها غينيا بيساو بشكل متميز، مع إضفاء لمسات عصرية عليه.
وبحضور آسر على خشبة المسرح، قدمت هذه الفنانة متعددة المواهب للجمهور مقطوعات غنائية مفعمة بالكثير من رسائل الأمل، بلغة الكريول غينيا بيساو، لتتبث مرة أخرى أن الموسيقى لغة عالمية قادرة على تجاوز الحدود الثقافية.
وأعربت غوميز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عن سعادتها بالمشاركة في هذه الدورة والغناء أمام جمهور متعطش للفن والثقافة، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تشارك فيها في مهرجان فيزا فور ميوزيك "الذي يمثل فرصة سانحة لتعريف جمهور أكبر بأعمالها الفنية".
بعد ذلك، واصلت المغنية الايفوارية عائشة تراوري قيادة هذه الرحلة الموسيقية بأداء فني جميل يحتفي بالموسيقى الإفريقية بكل تنوعها.
ولفتت هذه الفنانة التي قدمت عرضها بزيها الإيفواري التقليدي، الانتباه بطاقتها المفعمة، وبدت كل نغمة من نغمات صوتها القوي، وكأنها احتفاء بالغنى الثقافي والموسيقي الذي تزخر به القارة الإفريقية.
وشاركت المجموعة الموسيقية الإيطالية "إنزو فافاتا-ذا كروسينغ" "Enzo Favata - The Crossing" في هذه الأمسية الموسيقية، وأمتعت الجمهور بأداء إيقاعي مزج ببراعة بين التأثيرات المتوسطية والنغمات المعاصرة لموسيقى الجاز وأصناف أخرى من موسيقى العالم.
وقدمت المجموعة بقيادة عازف السكسوفون إنزو فافاتا أداء مبهرا، حيث جسدت كل مقطوعة إتقانا متميزا على المستوى الفني وانسجاما ملحوظا.
واختتمت هذه الأمسية بمشاركة الفنان نومفوسي "Nomfusi"، من جنوب إفريقيا الذي ألهب حماس الحاضرين بأداء أفضل أغانيه، وبقوة حضوره على خشبة المسرح. وقدم هذا الفنان أداء تميز على الخصوص بتناغم المؤثرات الموسيقية وتنوعها.
وتعد الدورة الحادية عشرة لمهرجان "فيزا فور ميوزيك"، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، (من 20 إلى 23 نونبر الجاري)، من أبرز المواعيد الموسيقية بإفريقيا والشرق أوسط، باحتضانه لأكثر من 1000 من مهنيي الصناعة الموسيقية وأكثر من 500 فنان أتوا من مختلف أنحاء العالم.
يذكر أن هذا المهرجان الذي تأسس سنة 2014 بمبادرة من مؤسسة آنيا الثقافية، يعد ملتقى حقيقيا للفاعلين في الساحة الموسيقية، إذ يقترح برنامجا متنوعا يتلاءم مع تطلعات عشاق الموسيقى من خلال لقاءات وعروض موسيقية حية و ندوات وورشات عمل موزعة على مواقع مختلفة بمدينة الرباط.