وأتاحت هذه الجلسة، التي تهدف إلى تعزيز التربية على المواطنة لدى الأطفال البرلمانين، فرصة التفاعل مع الوزراء المعنيين بقطاعات مختلفة، وتثمين خبراتهم في النقاش العمومي ومساءلة السياسات القطاعية، لاسيما الاهتمامات الخاصة بهذه الفئة باعتبارها عماد المجتمع وقاطرة المستقبل.
وفي كلمة في افتتاح اشغال هذه الجلسة قال رئيس مجلس النواب إن برلمان الطفل يشكل إبداعا مغربيا متميزا من حيث تنظيمه، وفلسفته وأهدافه السامية، ويعد مدرسة وإطارا للتمرين على الديمقراطية والحوار والنقاش المؤسساتي والمشاركة المواطنة.
وأكد أن الأمر لا يتعلق بمحاكاة البرلمان الوطني المنصوص عليه في الدستور فقط، ولكنه أيضا إطار لإثارة الانتباه إلى قضايا مركزية في حياة الأطفال واهتماماتهم، ومناقشتها من قبل المعنيين، الذين تتوجه إليهم السياسات العمومية والتشريعات الوطنية.
من جهة أخرى أشار رئيس مجلس النواب إلى أن "هذه الدورة التي تنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تخلد الذكرى 25 لانطلاق هذا البرلمان، في سنة يخلد فيها الشعب المغربي أيضا الذكرى 25 لاعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه المنعمين"، مسلطا الضوء على ما حققه المغرب خلال هذه الفترة من إنجازات وإصلاحات، كانت قضايا الطفولة وصيانة حقوق الأطفال في صلبها، تشريعا وتمكينا من الخدمات الاجتماعية والثقافية.
وأبرز أن هذه الإنجازات تشكل تجسيدا للاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة للتنمية البشرية، والإدماج الاجتماعي وللطفولة.
وأشاد بالعمل الذي أوصل برلمان الطفل إلى دورته الحالية منذ انطلاقه سنة 1999 تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل.
وتمحورت أسئلة الأطفال البرلمانيين الذين يمثلون مختلف جهات المملكة، أساسا، حول إصلاح قطاع التربية الوطنية، وحماية التلاميذ في المحيط المدرسي والصحة العقلية للأطفال والخدمات العلاجية، فضلا عن مقاولات الشباب وإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة والثقافة لدى الشباب وسياسة حماية الأطفال.
وتفاعلا مع أسئلة الأطفال البرلمانيين قدم الوزراء المعنيون أجوبة مستفيضة حول الجهود الحكومية الهادفة لإصلاح جودة التعليم خصوصا من خلال مدرسة الريادة والرقمنة التي تمكن من الارتقاء بالمدرسة، وتحسين التعلم بالنسبة للتلاميذ.
وارتباطا بالمجال الصحي تم التأكيد على أن المغرب حقق تقدما مهما في مجال الصحة، من خلال استراتيجيات لتحسين الصحة النفسية والجسدية للطفل في البيئة التعليمية، وتعزيز عرض الرعاية الصحية الأولية وضمان النمو النفسي والاجتماعي للأطفال والمراهقين، لعيش حياة مُرضية.
من جهة أخرى تم تسليط الضوء على جهود الحكومة في تجويد الخدمات الموجهة للأطفال بأثر مباشر، وذلك في مراعاة تامة للمقاربة الترابية حسب خصوصيات كل جهة من جهات المملكة، وفي إطار سياسة عمومية شاملة وبرامج لحماية الطفل تأخد بعين الاعتبار جميع الأطراف المتدخلة في تنشئة الأطفال وضرورة التشبث بقيم العائلة المغربية، وإدماج الأطفال بشكل فاعل في المجتمع.
وبهذه المناسبة أكد الطفل البرلماني عن جهة مراكش آسفي مهتدي شقرون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المرصد الوطني لحقوق الطفل وبرلمان الطفل أتاح للأطفال البرلمانيين على مدى أسبوع كامل من التكوين، فرصة اللقاء والتعرف على قدماء برلمان الطفل والاستفادة من تجاربهم وكذا من مواكبة شاملة طيلة التكوينات المقدمة هذا الأسبوع، تهدف لتعزيز قيم المواطنة والتضامن.
من جهتها قالت عبير بوكطاية، نائبة عن برلمان الطفل بجهة الرباط سلا القنيطرة في تصريح مماثل إن هذه الدورة الوطنية لبرلمان الطفل ستمكنهم من إيصال أكبر عدد ممكن من أصوات الأطفال المغاربة، والتعبير عن آرائهم داخل قبة البرلمان وكذا طرح أسئلة قيمة لاكتشاف أولويات الحكومة بخصوص الطفل المغربي.
وكانت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، قد ترأست يوم أمس بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية للرباط، حفلا بمناسبة الذكرى الـ25 لبرلمان الطفل.