وينعقد هذا الحدث، الذي ترأست حفل افتتاحه وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، إلى غاية 24 نونبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتسلط دورة هذه السنة، التي تجمع العديد من الفاعلين الوطنيين والدوليين الرئيسيين في قطاع البناء والأشغال العمومية، الضوء على ابتكارات واتجاهات وتحديات القطاع الصناعي.
ويستضيف هذا المعرض، الذي تنظمه وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات وبتعاون مع جامعة صناعة مواد البناء والجامعة الوطنية للبناء والأشغال العمومية، أزيد من 1500 علامة تجارية تمثل 50 بلدا، في فضاء عرض يمتد على مساحة 30.000 متر مربع.
وخلال هذه السنة، تحل الجمهورية الإسلامية الموريتانية ضيفا خاصا على المعرض، وهو خيار يؤكد على الروابط القوية التي تجمع بين المغرب وموريتانيا، خاصة في مجال البناء.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد كاتب الدولة المكلف بالإسكان، أديب بن إبراهيم، أن المعرض الدولي للبناء يشكل منصة فريدة لتبادل الخبرات، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي واستخداماته في الأساليب الجديدة للبناء.
وأبرز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن استراتيجية الوزارة ترتكز على محورين رئيسيين، يتعلق الأول بتعزيز عرض السكن، فيما يهم الثاني تأطير العمليات واللوائح، من أجل ضمان مرافق صالحة للعيش وذات جودة عالية.
وفي معرض تطرقه إلى برنامج الدعم المباشر للسكن الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2023، ذكر السيد بن إبراهيم بأن هذا البرنامج يهدف إلى تمكين المواطنين من الحصول على سكن لائق، مع إعادة تنشيط اقتصاد القطاع، وخلق فرص الشغل، وزيادة القيمة المضافة في مجال السكن.
من جانبه، أكد وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي الموريتاني، نغالو مامودو نيانغ، خلال حضوره فعاليات هذا الحدث، أن مشاركة الوفد الموريتاني في المعرض الدولي للبناء، بجناح مخصص لعرض منتجاته، يعكس الاهتمام المتبادل بتعزيز الشراكة بين البلدين.
وأكد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عزم بلاده تعزيز سبل التعاون مع المغرب، معربا عن أمله في "أن يمكن هذا اللقاء من وضع خارطة طريق طموحة لتعزيز المبادلات والخبرات في مجال مواد البناء والبناء".
وخلص السيد نيانغ إلى أن "هذا التعاون يعد بمواصلة تعزيز العلاقات الاستراتيجية والأخوية بين بلدينا".
يشار إلى أن برنامجا علميا مكثفا يتخلل هذا الحدث، مع ندوات ينشطها خبراء مرموقون مثل المهندسة المعمارية كورين فيزوني. وتشمل المواضيع التي ستتم مناقشتها مجالات الاستدامة وتثمين مواد وتقنيات البناء المبتكرة.
وسيتيح المعرض أيضا فضاءات مخصصة للزوار مثل أكاديمية المعرض للتكوين على المهن الخاصة، وفضاء للعروض الحية وأخرى مباشرة، وفضاء B2B، بتنسيق من جامعة صناعة مواد البناء، لتشجيع الشراكات المهنية.
ويشكل الابتكار كذلك محور هذه الدورة، من خلال إدراج تطبيق على الهاتف المحمول يوفر المعلومات في الوقت الحقيقي ويمكّن من تحديد المواعيد مع العارضين. ويعكس حضور أروقة ثلاثية الأبعاد ومحطات لشحن السيارات الكهربائية وفضاءات للشركات الناشئة المخصصة للمقاولات الناشئة المغربية، التزام المعرض الدولي للبناء من أجل قطاع مستدام ومبتكر.
وأضحى المعرض الدولي للبناء، منذ تأسيسه عام 1986، موعدا هاما ومنصة أساسية لاستقطاب المهنيين في مجال البناء من المغرب وخارجه. وتجمع دورة 2024 جمهورا متنوعا، مما يعزز مكانته كملتقى دولي يوفر للمشاركين فرصا فريدة لاكتشاف الاتجاهات وتقوية شبكاتهم وتعزيز تنمية مسؤولة للقطاع.