وتعد هذه المبادرة، المنظمة تحت شعار "المغرب الملون"، وليدة رحلة قام بها ستة مصورين فوتوغرافيين صينيين إلى المغرب سنة 2023، من بينهم مؤسس معرض "داكي آرت"، وانغ تشي، الذي يستضيف هذا المعرض.
كما يمثل الحدث ثمرة تعاون بين السفارة الصينية في الرباط والمركز الثقافي الصيني في الرباط والجمعية الصينية للتنمية الخارجية، حيث يضم المعرض ما مجموعه 55 صورة فوتوغرافية مقسمة إلى خمسة أقسام تهم "الدار البيضاء البيضاء" و"مراكش الحمراء" و"شفشاون الزرقاء" و"فاس العتيقة" و"ورزازات القديمة".
وتكشف اللقطات المصورة عن أزقة المدينة العتيقة في مراكش ذات اللون الأحمر ومتاهاتها، وتعرف الزائرين على الأجواء الآسرة لحدائق ماجوريل ومشاهد الحكواتيين والموسيقيين ومرودي الثعابين في ساحة جامع الفنا.
وفي ضواحي ورزازات، تركز عدسات المصورين على قصبة آيت بن حدو، حيث أبرزوا للجمهور الصيني جوانب من جمال القصر الذي بُني في تناغم تام مع المناظر الطبيعية المحيطة به.
كما ينقل المعرض، الذي يستمر إلى غاية 30 دجنبر المقبل، الزوار إلى أزقة مدينة فاس، حيث يستكشفون المدابغ ومحلات الحرفيين التقليدين المهرة، الذين يصوغون النحاس ويشكلون الجلود.
كما سلط المصورون الضوء على درجات الزرقة المختلفة التي تغطي جدران شوارع شفشاون المتعرجة والتي تمر عبر المنازل ومتاجر التجار.
أما في الدار البيضاء، فقد اهتموا بشكل خاص بالمباني المتلألئة المطلة على المحيط الأطلسي والمعمار الذي يعود للحقبة الاستعمارية الذي جرى تجديده، ومسجد الحسن الثاني.
وقد استقطبت هذه الأعمال عددا كبيرا من محبي الفن وعشاق الثقافة، الذين حضروا ليتبادلوا انطباعاتهم وأفكارهم حول التنوع الذي يميز الحضارة المغربية.
وفي كلمة بالمناسبة، أشاد سفير جلالة الملك في الصين، عبد القادر الأنصاري، بهذه المبادرة التي تقدم لسكان تشنغدو ومقاطعة سيتشوان نافذة على الفسيفساء الثقافية المغربية الغنية.
وشدد السيد الأنصاري على أن "المغرب مثل الصين، حضارة عريقة وغنية بالمسحات الثقافية، وتاريخه الضارب في عمق التاريخ"، مضيفا أن هذا المعرض يعتبر خير دليل على ذلك.
وأعرب عن الأمل في أن تتضاعف مثل هذه المبادرات في المستقبل، مؤكدا على قناعته بأن الفن، بجميع أشكاله، وسيلة قوية للتقريب بين الشعبين المغربي والصيني، وقاطرة لتعزيز الروابط بين البلدين.
وفي السياق ذاته، أكد مؤسس المعرض، وانغ تشي، أن الفن قادر على تعميق الصداقة وتعزيز التفاهم بين الشعبين المغربي والصيني، مبرزا أن المغرب يتميز بموقع جغرافي فريد وتراث ثقافي متنوع، ومعربا عن أمله في أن تزدهر التبادلات الثقافية بين البلدين.
ومن المرتقب، حسب المنظمين، أن يدير السيد تشي ندوة حول هذا المعرض، بعد غد الأربعاء، تحت عنوان "المغرب الأخاذ"، والتي سيركز خلالها على المكونات الأمازيغية والعربية والإفريقية والمتوسطية المشكلة للهوية المغربية.
يشار إلى أنه يبلغ عدد سكان مدينة تشنغدو حوالي 16 مليون نسمة، وتعد مركزا ثقافيا وصناعيا وتكنولوجيا رئيسيا في غرب الصين.