ويمثل المملكة في هذا المنصب أبو القاسم الشبري، رئيس إيكوموس - المغرب، إلى جانب نيبال، البلد الذي سيستضيف الجمعية العامة لهذه المنظمة العالمية سنة 2025.
وقال السيد الشبري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إنها "المرة الأولى التي يتم فيها انتخاب بلد ينتمي للمنطقة العربية نائبا لرئيس الجمعية العامة لهذه المنظمة".
وأضاف أن هذا الاعتراف يدل على مكانة المغرب على الساحة الدولية، وعلى التأثير المتزايد لإيكوموس -المغرب داخل هيئات هذه المنظمة، التي تُعد هيئة استشارية لليونسكو في مجال التراث العالمي.
وبهذه المناسبة، أشارت رئيسة مجلس إيكوموس، تيريزا باتريسيو، إلى أن تتبع الأزمات التي تؤثر على التراث والاستجابة إليها، وعمل اللجان الوطنية، تعد من بين المهام بالغة الأهمية بالنسبة للمجلس الإداري.
وأوضحت أن "وحدة تتبع الأزمات والنزاعات التابعة لنا تراقب العديد من حالات الأزمات عبر العالم، ولاسيما في السودان، وأوكرانيا، وغزة، وتركيا، وسوريا هذه السنة".
وفي هذا الصدد، قال السيد الشبري إن المجموعة العربية أعدت تقريرا مفصلا حول وضعية التراث في منطقة الشرق الأوسط، ساهم فيه المغرب بشكل فعال.
وسبقت انعقاد الجمعية العامة، التي ترأستها البرازيل هذه السنة، خلال الفترة ما بين 10 و 12 نونبر الجاري، سلسلة من اجتماعات المجالس الإدارية والعلمية والاستشارية، بالإضافة إلى لقاءات للجان الوطنية والمجموعات الإقليمية مما يعزز فرص التواصل والتعاون، فضلا عن اجتماع مجموعة العمل الدولية للمهنيين الناشئين بهدف النهوض بالجيل الجديد من الخبراء في مجال التراث.
وتتواصل هذه الأنشطة إلى غاية 17 نونبر الجاري بتنظيم منتدى علمي على هامش الجمعية العامة تحت عنوان "إعادة النظر في ميثاق البندقية: رؤى نقدية وتحديات معاصرة"، وذلك بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع هذا الميثاق التأسيسي سنة 1964، وذلك بهدف إعادة النظر في المبادئ التي تم وضعها على ضوء التحديات المعاصرة في مجال حفظ التراث.
ويوفر هذا اللقاء منصة غنية للبحث وتبادل المعلومات، وكذا التدريب وتعزيز القدرات. كما يتيح للمشاركين فرصة تقديم أوراق أبحثية، وحضور حلقات دراسية، وورش عمل، فضلا عن زيارة مواقع أثرية والمشاركة في مناقشات معمقة حول المقاربات الشاملة بين الاتفاقيات، وكذا حول السياقات التاريخية والتحديات المعاصرة في مجال حفظ التراث.
وبهذه المناسبة، سيطلق مجلس إيكوموس خطته العلمية الجديدة، التي تمتد لثلاث سنوات، بعنوان "التراث المقاوم للكوارث والنزاعات: الاستعداد، الاستجابة، والتعافي". وتسلط هذه الخطة الضوء على أهمية تعزيز القدرات لمواجهة الكوارث والنزاعات التي تؤثر على التراث العالمي. وعلاوة على ذلك، تظل وضعية التراث في مواجهة التغيرات المناخية في صلب اهتمامات الإيكوموس.
يشار إلى أن إيكوموس تأسس سنة 1965 في باريس، ويضم حاليا 113 لجنة وطنية و31 لجنة علمية متخصصة، تضم باحثين مغاربة أعضاء في اللجنة الوطنية.
ويرأس مكتب إيكوموس-المغرب (لولاية 2022-2025)، أبو القاسم الشبري، وهو عالم آثار ومتخصص في التراث المغربي البرتغالي وترميم المعالم التاريخية، ومدير مركز دراسات وأبحاث حول التراث المغربي البرتغالي (وزارة الثقافة).
ويتوفر السيد الشبري على كفاءة معترف بها، بفضل مساره الأكاديمي والمسؤوليات التي تولاها داخل العديد من المؤسسات المغربية، فضلا عن مؤلفاته العديدة وانخراطه في جمعيات مختلفة تنشط في مجال حفظ التراث.