وأتاحت هذه التظاهرة، المنظمة بتعاون مع سفارة المغرب بالمملكة المتحدة، بناء الجسور بين المستثمرين البريطانيين المحتملين وممثلي وكالة التنمية الفلاحية، وشركة "ميدز"، فرع مجموعة صندوق الإيداع والتدبير، وكذا الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات ومؤسسة (بريتش إنترناشونال إنفستمنت).
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد سفير المغرب في المملكة المتحدة، حكيم حجوي، أن المغرب والمملكة المتحدة يتشاركان الالتزام بالفلاحة المستدامة، وهما شريكان بالفعل في مجال الأمن الغذائي، مؤكدا أن هذا التعاون لا يزال ينطوي على إمكانات "مهمة جدا" للتطوير.
وأضاف السيد حجوي أنه بالإضافة إلى زيادة حجم التبادلات، يمكن للشراكات المبتكرة بين البلدين أن تساهم في رفع مستوى المنتجات النهائية وتصديرها، وذلك تماشيا مع تثمين المنتوجات الفلاحية التي تستهدفها استراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030"، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبعد أن أشار إلى أن البلدين يتوفران على مواسم فلاحية متكاملة، أكد السفير على أهمية الابتكار والتكنولوجيا في الشراكة بين الرباط ولندن، من أجل مواجهة التحديات المناخية مثل الإجهاد المائي.
من جانبها، قالت مديرة التجميع و الشراكة لدى وكالة التنمية الفلاحية، سعيدة ورزان، إنه منذ دخول اتفاق الشراكة بين المغرب والمملكة المتحدة حيز التنفيذ، شهدت المبادلات التجارية بين البلدين "زيادة ملحوظة"، مشيرة إلى أنه منذ سنة 2021، أضحت المملكة المتحدة تحتل المرتبة الثانية في قائمة أكبر مستورد للمنتجات الفلاحية المغربية على الصعيد الدولي.
وأضافت أن قيمة الصادرات الفلاحية المغربية إلى المملكة المتحدة بلغت 5.5 مليار درهم في عام 2023، وهو ما يمثل نموا بنسبة 56 بالمائة مقارنة بعام 2021 وزيادة بثمانية أضعاف مقارنة بعام 2010.
ويندرج هذا اللقاء في إطار استمرارية دورة 2023 من المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، حيث كانت المملكة المتحدة ضيف شرف النسخة، مما مهد الطريق لتوقيع مذكرتي تفاهم بين البلدين تشمل التعاون في مجالي البحث العلمي والقدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية، والابتكار الفلاحي والتكنولوجيا الفلاحية.
وأكدت السيدة ورزان أن الشراكة مع المستثمرين البريطانيين يمكن أن توفر استجابة مبتكرة لبعض التحديات المرتبطة بالاستدامة، من خلال إدخال تقنيات مثل الفلاحة المحافظة على الموارد، والمحاصيل المقاومة للجفاف، والحلول الأكثر نجاعة لإدارة المياه.
وأشارت إلى أنه علاوة على كل هذه الفرص، فإن المغرب، بفضل موقعه الجغرافي وحضوره الكبير في إفريقيا، يعتبر بوابة للقارة السمراء التي تعد "أحد أهم أسواق الغد".
وعلاوة على عرض فيلم مؤسساتي يسلط الضوء على تطوير البنية التحتية في جميع أنحاء المغرب، استعرضت حلقات النقاش الفرص وآليات الدعم المالي المتاحة للمستثمرين الفلاحيين في المغرب.
كما عُقدت لقاءات بين الشركات والمؤسسات العمومية للإجابة على الأسئلة والاحتياجات المحددة للمستثمرين المحتملين.