وأبرز المتدخلون خلال ندوة خصصت للإعلان عن إنجازات المعجم التاريخي للغة العربية، انعقدت أمس الخميس ضمن فعاليات الدورة الـ43 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أن المشروع ضم فريق عمل يتكون من 780 مشاركا من محررين ومدققين ومشرفين وإداريين من 20 مؤسسة عربية ما بين مجامع لغوية وجامعات ومراكز مختصة من بينها مؤسسات مغربية.
وأشاد المتحدثون بجهود دولة الامارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، في إنجاز هذا المشروع باستخدام أحدث التقنيات وهو ما كان له الدور الحاسم في تسهيل وتسريع إخراجه إلى حيز الوجود.
وفي كلمة بالمناسبة، أوضح الأمين العام لمجمع اللغة العربية والمدير التنفيذي للمعجم، امحمد صافي المستغانمي، أن التقنيات الحديثة، التي وفرت لعبت دورا هاما في تحقيق هذا الإنجاز في وقت قصير، مضيفا أن الفرق بين المعاجم العامة وهذا المعجم التاريخي يكمن في أن الأولى تضع معاني ودلالات كل كلمات العربية، في حين أن المعجم التاريخي يرصد تطورات هذه الكلمات من أول استخدام لها في النقوش والمخطوطات القديمة، وصولا إلى العصر الحديث.
من جانبه، أبرز عضو مجلس أمناء مجمع اللغة العربية بالشارقة، محمد حسن خلف، أن أهمية هذا المشروع تكمن في كونه أول معجم شامل تاريخي للغة العربية، مؤكدا أن هذا المعجم سيشكل إرثا لغويا وحضاريا للأجيال القادمة ويضمن للغة العربية مكانة رائدة بين لغات العالم.
يشار إلى أن إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية مر في مراحل امتدت لسبع سنوات، حيث أصدر صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، في 18 دجنبر 2016، مرسوما بتأسيس مجمع اللغة العربية في الشارقة بهدف تنسيق الجهود لإطلاق المعجم التاريخي. وفي 10 ماي 2017، عقد اجتماع مع رئيس اتحاد المجامع العلمية واللغوية وأعضائه، ورؤساء المجامع اللغوية العربية في القاهرة، حيث أقر تشكيل اللجان والمراحل الأساسية للمشروع.
وفي 18 دجنبر 2018، تم الإعلان عن البدء بالتحرير المعجمي في المعجم التاريخي، وشهد عام 2020 إصدار أول ثمانية مجلدات تجريبية، وتوالت الإصدارات ليتم الإعلان في شتنبر 2024 عن الانتهاء من طباعة المعجم بـ 127 مجلدا.