وذكر بلاغ لمؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، أنها تعرض ضمن الفضاء المخصص لها بجناح وزارة الشباب والثقافة والتواصل بهذه التظاهرة، إصداراتها ووسائلها التربوية كما الرقمية والسمعية البصرية التي تنتجها في سياق مهماتها التربوية والتوعوية والموحدة لجهود الفاعلين، مرفقة برموز الاستجابة السريعة بهدف تسهيل الولوج إليها.
+ حصريا.. العدد الجديد من مجلة "رؤية.. إرث الأجداد بعيون الأحفاد" +
وأضاف المصدر ذاته أن مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط تعرض حصريا عددا خاصا من مجلة "رؤية" بمناسبة مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مبرزا أن إنتاج المجلة يعكس العمل الذي تقوم به المؤسسة في مجال التربية على التراث بالاعتماد على الصناعات الإبداعية والثقافية وجعلها السبيل للتوعية بأهمية التراث وضرورة المحافظة عليه.
ويتميز هذا العدد الخاص بإنتاجه في إطار ورشة تدريبية من الورشات التي نظمتها المؤسسة ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 29 بالرباط، حيث استفاد المتعلمون والمتعلمات منتجو محتوى المجلة من تكوين ركز على تأطير أعمالهم الإبداعية وتنقيحها على يد خبراء ومختصين في المجال. كما استفاد المتعلمون من تدريب حول كيفية استخدام الأدوات الرقمية لتحويل إنتاجاتهم الإبداعية إلى محتوى تفاعلي يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت.
وتعتبر مجلة "رؤية" الأولى من نوعها في المغرب، بحيث ينتج محتواها متعلمو ومتعلمات الثانويات الإعدادية الذين لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، والذين يستفيدون من برنامج "أكتشف تراث مدينتي" الذي تنجزه المؤسسة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وتتمحور المواضيع المشاركة في العدد الجديد من المجلة حول "التراث غير المادي"، وتتجسد في الأعمال الفنية (القصة المصورة والصورة)، والأدبية (الشعر والقصة)، والصحافية (الربورتاج، الحوار والبورتريه)، التي نشرت على امتداد أكثر من 40 صفحة، في تجربة إبداعية تعكس وجهة نظر هؤلاء اليافعين لتراثهم ومدى اعتزازهم به.
+ كتب ومراجع، إصدارات وتقارير، برامج بودكاست وجولات افتراضية.. موضوعها التراث +
وتفتح المؤسسة المجال أمام زوار الجناح المغربي بمعرض الشارقة الدولي للكتاب للتعرف عن قرب على التراث الغني والمتنوع لمدينة الرباط. تمكنهم من فهم أهميته بالاعتماد على وسائل توعية معاصرة ومسايرة للتطور التكنولوجي.
وتتيح المؤسسة فرصة الاطلاع على العدتين التربويتين لمدينة الرباط وتارودانت، اللتين أنتجتهما في سياق برنامجها التربوي "أكتشف تراث مدينتي"، بالإضافة إلى الكتيبات التي تجمع الإنتاجات الفنية للمستفيدين من البرنامج التربوي "أرسم تراث مدينتي" بكل من مدينة الرباط وتارودانت أيضا.
وبالإضافة إلى ذلك، تؤمن عروض المؤسسة رحلة رقمية إلى المكونات الثمانية من مواقع التراث العالمي للرباط من خلال إصدار: "الرباط.. تراث للإنسانية" الذي يضم صورا ونصوصا عن هذه المواقع، التي كانت موضوع معرض حضري نظمته المؤسسة احتفالا بمرور عشر سنوات على تسجيل مدينة الرباط ضمن قائمة التراث العالمي، كما تعرض المؤسسة إصدار "الزربية الرباطية.. نسيج من الفنون" الذي أنتج بمناسبة معرض نظمته المؤسسة إثر انعقاد الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي.
ويمكن لزوار فضاء المؤسسة بمعرض الشارقة التعرف على المواقع التراثية للرباط، وذلك عبر تسهيل الولوج إلى هذه المواقع بطريقة مبتكرة ومبسطة تعتمد على الزيارات الافتراضية التي تقدمها المؤسسة بالمعرض، وهي تجربة رائدة خصت بها حصن روتيمبورغ التاريخي وقصبة الأوداية بالرباط ضمن برنامجها النوعي "رقمنة التراث".
أما بخصوص وسائل التواصل الحديثة، يضيف البلاغ، فبرامج البودكاست التي تنتجها المؤسسة كفيلة بنقل مستمعي سلاسل البودكاست المختلفة؛ "قصص رباطي"، "قصص رباطي في الخارج"، "أبا عن جد" و"أحكي عن تراثي"، إلى عمق المدينة التاريخية من خلال حوارات وشهادات واعترافات توثق للذاكرة الجماعية بالاعتماد على الحكي والقصص الإنسانية.
يذكر أن مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط أنشئت من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من أجل المحافظة على التراث المادي وغير المادي والطبيعي للرباط، التي تم إدراجها سنة 2012 في قائمة اليونسكو للتراث العالمي تحت عنوان "الرباط، عاصمة حديثة، مدينة تاريخية: تراث مشترك".
وبادرت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، التي تترأس المؤسسة، إلى إرساء استراتيجية طموحة من أجل تحسيس ساكنة مدينة الرباط وزوارها، إذ لا يمكن المحافظة على تراث المدينة بشكل مستدام إلا عند إدراك ساكنتها قيمتها والارتباط بها.
وتنجز المؤسسة برامج ترتكز على ثلاثة محاور أساسية هي التربية، والتحسيس، وتوحيد جهود الفاعلين. ويعد تراث مدينة الرباط رافعة قوية للإدماج والتماسك، كما يعتبر محركا حقيقيا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. لذلك تنجز المؤسسة أنشطة تحسيسية بصفة مستمرة لتمكين ساكنة المدينة من التعرف على تراثهم، خاصة الناشئة والشباب، من أجل تعزيز ارتباطهم به وتقديره والمحافظة عليه.
وتتوجه برامج المؤسسة إلى جميع فئات المجتمع، وإلى المهنيين والمؤسسات والجهات الفاعلة المعنية وكذلك الشباب. وفي إطار برامجها التربوية التحسيسية، تنجز المؤسسة عددا تربوية ومنصات وسائطية للتراث الثقافي من خلال برنامج "رقمنة التراث"، وتنظم كذلك ورشات ولقاءات علمية، وتدعو من أجل ذلك العديد من الخبراء من مختلف القارات لتبادل وتقاسم الخبرات وتعزيز مهمة المحافظة على التراث الثقافي للمغرب.
ويجمع العمل المنجز بمقاربة تشاركية، بين الخبرات والموارد، وبين الجهات الفاعلة المؤسساتية والعامة والخاصة بهدف التأكيد على ضرورة حماية التراث في المملكة.