وقد مكّنت هذه المنظومة المبتكرة من إعادة تنظيم وظيفة "الجيل الجديد" من دار الأمومة، والرفع من الطلب على خدمات صحة وتغذية الأم والطفل على مستوى الساكنة المحلية.
وفي هذا الإطار، استفادت حوالي 20 وسيطة جماعاتية، أمس الخميس بجماعة بوشان التابعة لإقليم الرحامنة، من دورة تكوينية حول الوقاية من سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي.
ويندرج هذا التكوين، المنظم من قبل المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، في إطار برنامج منظومة الوسطاء الجماعاتيين.
وتهدف هذه الدورة إلى التحسيس بأهمية إجراءات الوقاية من الأمراض الخطيرة في صفوف النساء وخاصة في المناطق القروية، من خلال تعزيز الولوج إلى خدمات القرب الصحية.
ومكن هذا التكوين الوسيطات الجماعاتيات من اكتساب رصيد مهم في مجال التحسيس بضرورة الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت رئيسة مصلحة التكوين وتقوية القدرات بقسم العمل الاجتماعي، صفاء بن رحال، على الأهمية الاستراتيجية لتكوين الوسيطات الجماعاتيات بإقليم الرحامنة.
وأوضحت أن هذه المبادرة تندرج في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتحسين الولوج إلى الرعاية الصحية الأساسية وتعزيز الوقاية من الأمراض الخطيرة مثل سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي، لاسيما في المناطق القروية التي تتسم بمحدودية البنية التحتية الطبية.
وأشارت السيدة بن رحال، إلى أن هذا التكوين يروم تمكين المشاركات من اكتساب المهارات العملية والمعارف المعمقة في مجال التحسيس بمخاطر هذه السرطانات، وأهمية الكشف المبكر، فضلا عن الممارسات الجيدة المتعلقة بالوقاية.
من جانبها، أعربت ماجدة ورش، إحدى المستفيدات من البرنامج التكويني، عن امتنانها لهذه المبادرة التي "تفتح آفاقا جديدة لنساء المنطقة".
وأبرزت الأثر المباشر للتكوين على الرفع من قدرتها على تحسيس النساء في منطقتها، مضيفة "الآن، أصبح من الممكن أن أنقل المعرفة التي اكتسبتها فضلا عن حث النساء إلى التوجه إلى البنيات الصحية لإجراء فحوصات منتظمة، وقد عزز هذا التكوين الثقة لدي وسمح لي بإدراك مدى أهمية دورنا في الوقاية من هذه الأمراض".
كما تم تنظيم حفل تكريمي على شرف الوسيطات الجماعاتيات اللاتي أكملن هذا التكوين، كدليل على التزامهن ومساهمتهن في تحقيق الازدهار بالمناطق التي ينتمين إليها.
يشار إلى أن برنامج منظومة الوسطاء الجماعاتيين يروم الإسهام في تحسين تغذية الأم والطفل، ودعم اقتناء التجهيزات الطبية المخصصة لخدمات صحة وتغذية الأم والطفل وتقييم توزيعها واستخدامها، ودعم أنشطة صحة الأم والطفل من خلال إشراك الفاعلين المعنيين وخبراء موضوعاتيين قصد تقوية قدرات وزارة الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في فعالية ونجاعة التدخلات المقترحة.
كما تهدف منظومة الوسطاء الجماعاتيين إلى المساهمة في خفض نسبة الأمراض والوفيات أثناء الحمل أو الولادة وبعدها، والحد من الولادات في الأوساط غير الصحية، وتشجيع النساء القرويات وتحسيسهن بأهمية اتباع الممارسات السليمة المرتبطة بالصحة الإنجابية.