وتناول المشاركون في هذه الجلسة، المنظمة تحت شعار "تحقيق التنمية الفلاحية من أجل أمن غذائي معزز"، دور الفلاحة والصناعة الفلاحية في النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي لكلا البلدين.
كما أكدوا على أهمية تبني ممارسات مستدامة ومبتكرة لتحسين الإنتاجية الفلاحية، مع الاستجابة للتحديات المرتبطة بتغير المناخ وندرة الموارد المائية.
وركزت المحادثات أيضا على ضرورة تعزيز الشراكات لدعم التحول المحلي للمنتجات الفلاحية بغية تثمين الإنتاج الوطني وضمان الأمن الغذائي على المدى الطويل.
وفي مداخلته، أشار الرئيس المدير العام لمجموعة (Maghreb Industries)، حكيم المراكشي، إلى أن مستقبل الفلاحة المغربية يمر عبر محاصيل ذات قيمة مضافة أعلى لكل متر مكعب من الماء، بهدف دعم خلق الثروة وتوفير فرص العمل.
كما شدد السيد المراكشي على أهمية تعزيز الجانب اللوجيستي ومراقبة الجودة لأجل تيسير التصدير نحو أوروبا، مبرزا ضرورة تحسين المراقبة الإحصائية لتسهيل المبادلات التجارية وضمان اندماج أفضل للمنتجات المغربية في السوق الأوروبية.
من جانبه، حدد المدير العام لمجموعة "Avril"، جان فيليب بويغ، ثلاث تحديات رئيسية تواجهها تنمية الفلاحة في المغرب.
وأوضح أن التحدي الأول يتمثل في وقع موجات الجفاف المتتالية، الأمر الذي يستدعي تكييف المحاصيل مع تغير المناخ، وهو تحد عالمي مشترك.
وأورد السيد بويغ إلى أن التحدي الثاني يتعلق بضرورة المساهمة في الأمن الغذائي لإفريقيا، مبرزا أن التحدي الثالث يكمن في ضمان دخل كافٍ للفلاحين المغاربة، من خلال تشجيع التحول المحلي للمنتجات الفلاحية.
أما بخصوص التوصيات بشأن مستقبل القطاع الفلاحي، شدد السيد بويغ على أهمية تعزيز ثلاثة ركائز أساسية؛ تتمثل في الفلاحين ومربي الماشية، وجميع الفاعلين المتمركزين حولهم، ومراكز التكوين.
كما أكد على أهمية إزالة الكربون من الفلاحة، مسلطا الضوء على الفرصة المميزة التي يحظى بها المغرب، بفضل موارده في الطاقة الخضراء والمياه، ليكون نموذجًا للفلاحة المستدامة تحتذي به دول أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء، الذي نظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب بشراكة مع حركة مقاولات فرنسا (MEDEF)، من خلال نادي أرباب المقاولات الفرنسية المغربية، يكتسي أهمية خاصة في سياق زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الفرنسية، فخامة السيد إيمانويل ماكرون، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تجسد بالنسبة للبلدين توطيد الروابط التاريخية واستشراف مستقبل مشترك وطموح وجريء.