وأتاحت هذه التعاونية المتواجدة بدوار تازارين الواقع على بعد 50 كيلومترا من مدينة شيشاوة، للعديد من النساء بالمنطقة تحسين وضعهن الاقتصادي من خلال توفير فرص شغل لهن، وكذا إطار ملائم للتطوير الشخصي والمهني لهؤلاء النساء.
وبفضل عزم ومثابرة عضواتها، أثبتت التعاونية النسائية "بساط تازارين" نفسها كنموذج حقيقي للنجاح من خلال الاعتماد على الخبرة والمهارة الأصيلة للنساء القرويات بالمنطقة.
ويتجسد التزامها بالتميز من خلال منتوج عالي الجودة استطاع استقطاب زبناء متنوعين على المستوى المحلي والجهوي.
وبفضل الدعم المالي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي مكن من اقتناء العديد من آلات الخياطة، وآلة لطبع النسيج وتجهيزات أخرى، استطاعت التعاونية تعزيز انتاجها وتوسيع قائمة منتوجاتها وتعزيز حضورها بالسوق الوطنية من خلال اكتشاف قنوات جديدة للتوزيع وخاصة البيع عبر الأنترنت.
هذا المشروع القائم منذ 2017، يبرز بشكل واضح قيم التضامن والتعاون بين نساء الدوار، اللواتي نجحن من خلال توحيد مهاراتهن ومواردهن، في بناء فضاء إيجابي للعمل يسهل اندماجهن الاجتماعي والارتقاء بوضعن الاقتصادي.
وفضلا عن طابعها الاقتصادي تلعب هذه التعاونية دورا مهما في تكوين الفتيات بالجماعة، من خلال تقديم حصص لتعلم الخياطة والطرز التقليدي وتقنيات حياكة المنتجات النسيجية التقليدية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبرت رئيسة الجمعية، فاطمة أيت قدور، عن امتنانها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على دعمها المتواصل والذي كان "رئيسيا" في تنفيذ هذا المشروع.
وأضافت أن "التعاونية ملتزمة بمواصلة توسيع أنشتطها وخلق مزيد من الفرص لفائدة النساء والفتيات، من أجل المساهمة في التنمية المندمجة بجماعة مزوضة".
من جهتها، نوهت صفاء بنمسعود، عضوة بالتعاونية، بالأثر الإيجابي للتعاونية على حياة النساء بالمنطقة، مشيرة إلى أن "هذا المشروع لم يتح فقط الحصول على دخل وإنما عزز ثقة المستفيدات في أنفسهن واستقلالهن.
كما تطرقت للمشاريع المستقبلية للتعاونية ولاسيما تنويع المنتوجات واكتشاف فرص التوسع على الصعيد الوطني من أجل التعريف بالخبرة المحلية خارج الإقليم.
من جهتها، أكدت أمينة كاراتي، رئيسة مصلحة "تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب" بقسم العمل الاجتماعي بإقليم شيشاوة، أن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تلعب دورا أساسيا في النهوض بتمكين النساء القرويات بهذه الرقعة من التراب الوطني، مبرزة أن هذه المبادرات تروم خلق فرص للشغل وتحفيز الاندماج الاجتماعي وتشجيع روح المقاولة النسائية.
وأضافت أن " المبادرة تعمل على دعم هذه المشاريع النسائية من خلال تقديم الدعم المالي الضروري لها لتسهيل عملها وتحسين تنافسيتها بالسوق".
ويعكس التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتطوير التعاونية النسائية "بساط تازارين" ومبادرات أخرى مشابهة، الإرادة الراسخة في النهوض بروح المقاولة واضفاء دينامية على الاقتصاد المحلي مع الحفاظ على التراث الثقافي والحرفي الغني بالمناطق القروية.
ويسجد هذا النجاح الباهر بوضوح نجاعة المبادرات المدعمة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتحقيق الادماج الاقتصادي والاجتماعي للنساء القرويات، من خلال دمجهن في النسيج الاقتصادي المحلي.