وشهد الحفل توزيع شهادات تسجيل طلبة غزة بالمعهد، بحضور وفد المؤتمر الوطني الشعبي الفلسطيني، برئاسة أمينه العام بلال النتشة، ومدير وأطر المعهد، وعدد من سفراء الدول العربية المعتمدين لدى المملكة المغربية، ومدير وأطر وكالة بيت مال القدس الشريف، إلى جانب جمهور الطلبة، الذين خصصوا ترحيبا خاصا لزملائهم الفلسطينيين.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، على أهمية التعاون القائم بين المؤسسات التعليمية المغربية ونظيرتها الفلسطينية.
وقال الوزير في كلمة تلاها بالنيابة عنه بلال الحجوجي، مدير التعليم والتكوين والبحث الفلاحي بالوزارة، "إن هذه الخطوة تأتي في إطار العلاقات القوية القائمة بين المغرب وفلسطين، والتي من تجلياتها رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، للجنة القدس، التي تمثل رمزا لهذا الالتزام والتضامن الدائمين مع فلسطين".
وأشار إلى أن التزام الطلاب الفلسطينيين بمواصلة تعليمهم، رغم الأحوال الصعبة، التي تمر بها بلادهم، "يعد مصدر إلهام كبير، تقابله المملكة المغربية بتوفير مزيد من المنح الدراسية، في تأكيد على عمق التضامن المغربي مع الشعب الفلسطيني".
من جهته، أكد مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، عبد العزيز الحريقي، أن هذه المبادرة تأتي في إطار اتفاقية الشراكة الموقعة بين المعهد ووكالة بيت مال القدس الشريف وجامعة الأزهر في غزة، لتعزيز التبادل الأكاديمي بين المؤسسات المغربية ونظيرتها الفلسطينية.
وشدد السيد الحريقي على التزام المعهد بتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لاستكمال تكوين الطلاب الفلسطينيين في تخصصات الطب البيطري والإنتاج الحيواني، تماما كما توفر للطلاب المغاربة، "وذلك تعبيرا عن تضامن المغرب المستمر، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، مع الشعب الفلسطيني ودعمه المستمر لقضاياه العادلة".
من جهتهم، عبر الطلاب الفلسطينيون عن شكرهم العميق للمملكة المغربية على إتاحة الفرصة لهم لإكمال دراستهم بالمغرب.
وفي هذا الصدد، قال الطالب الفلسطيني محي الدين شحاته (تخصص طب بيطري)، إن إعادته وزملاءه المقبولين في المعهد إلى الدراسة، بعد انقطاع عام كامل عن الدراسة بسبب الحرب على غزة، "يعد التفاتة كريمة جددت الأمل والتفاؤل في متابعة مسارنا التعليمي (..)، لقد شعرنا بالدعم والاهتمام وحسن الاستقبال والأجواء الإيجابية من كافة المغاربة"، مؤكدا أن "جهود المغرب، تجاه الفلسطينيين، تشكل عونا كبيرا لنا".
وفي تصريح مماثل، عبرت الطالبة بتول محمد عيسى علي، الطالبة في تخصص الطب البيطري بجامعة الأزهر، عن شكرها العميق للمملكة المغربية ولمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، ولوكالة بيت مال القدس الشريف، على إعطائها الفرصة وزملائها لإكمال دراستهم في المغرب بعد الانقطاع عن الدراسة في غزة بسبب الحرب والأحوال الصعبة التي يشهدها القطاع، و"مساعدتنا على تخطي العقبات بإعادتنا إلى المسار الدراسي".
وشهد الحفل مراسم تجديد اتفاقية التعاون، بين المؤتمر الوطني الشعبي القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف، في مجالات الثقافة والنشر والأنشطة الإشعاعية الهادفة إلى تحصين الهوية الوطنية والرواية الفلسطينية.
وبموجب الاتفاقية التي وقعها عن المؤتمر أمينه العام اللواء بلال النتشة وعن الوكالة مديرها المكلف محمد سالم الشرقاوي، تمول الوكالة 200 منحة دراسية سنويا لطلاب فلسطينيين من القدس يدرسون بجامعة القدس المفتوحة وبالكلية العصرية.
وبهذه المناسبة، أشاد بلال النتشة بالمبادرة المغربية "التي تُضاف إلى رصيد متراكم ومتواصل من الدعم للقدس وللقضية الفلسطينية في مختلف المجالات"، مؤكدا أن المؤتمر "سيواصل العمل بتنسيق وثيق مع وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المنافح عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في كافة المحافل الدولية والإقليمية".
وأشار السيد النتشة إلى مواصلة التعاون المشترك مع جميع فئات المجتمع المغربي للتنبيه إلى الأخطار المحدقة بمدينة القدس وهويتها الحضارية.
وقبيل بداية الحفل، قام المدعوون بجولة عبر أروقة معرض الصور المخصص لإبراز جهود وكالة بيت مال القدس الشريف في قطاع التعليم بالقدس، والمبادرات والمشاريع التعليمية التي تدعمها المملكة المغربية، إلى جانب برامج المنح الدراسية المخصصة للطلاب الفلسطينيين.