ومكنت هذه الحملة، التي تواصلت اليوم الثلاثاء بالجماعة القروية كاف الغار، التي تبعد عن مدينة تازة بحوالي 65 كيلومترا، حيث عبأت المديرية العامة للأمن الوطني فضاء خاصا لتقديم خدماتها، عشرات المواطنين، خاصة القاطنين بالمناطق النائية، من تجديد بطاقاتهم الوطنية للتعريف الإلكترونية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفاد حسن فتحي، عميد الشرطة الممتاز، رئيس الخلية الجهوية للتواصل بالأمن الجهوي بتازة، بأن هذه الحملة تندرج في إطار استراتيجية القرب وتقريب الإدارة الأمنية من المواطنين، لاسيما القاطنين في المناطق النائية والجبلية.
وفي إطار هذه المقاربة، يضيف المسؤول، وضعت المديرية العامة للأمن الوطني رهن إشارة الأمن الجهوي بتازة وحدات أمنية متنقلة لتسجيل المعطيات التعريفية وهي عربات مجهزة بأجهزة تكنولوجية متطورة، تم إرسالها إلى العديد من المداشر والتجمعات السكانية الجبلية التي تقع في إقليمي تازة وتاونات.
وأضاف السيد فتحي، أن المديرية العامة سطرت برنامجا متكاملا من أجل تسهيل ولوج هذه الساكنة للخدمات الأساسية المرتبطة بإنجاز وتجديد البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية، الممتد من 23 شتنبر الماضي إلى غاية السابع من نونبر المقبل 2024، وذلك بالتنسيق والتعاون مع السلطة المحلية.
وأوضح أن الوحدات الأمنية تقوم باستقبال المواطنات والمواطنين بعين المكان من أجل تقديم خدمات إنجاز وتجديد البطاقة الوطنية، بهدف تسهيل ولوجهم إلى الخدمات الرقمية التي سيوفرها الجيل الجديد من البطاقة الوطنية.
وتهدف هذه العملية، أيضا، إلى دعم المواطنين وصغار الفلاحين الذين استفادوا من العفو الملكي الأخير والذين عبروا عن رغبتهم في تجديد بطاقتهم الوطنية من أجل الولوج إلى الحياة العامة، على أن يتم تسليم البطائق الوطنية للتعريف الإلكترونية للمستفيدين عند الإنجاز، بعين المكان، لتجنيبهم التنقل إلى مدينتي تازة وتاونات لتسلمها.
وأكد السيد فتحي، أن عمل هذه الوحدات المتنقلة لتسجيل المعطيات التعريفية ليس موسميا بل هي عملية تتواصل بشكل عادي وطيلة السنة، في إطار العمل اليومي لمصلحة التوثيق والبطائق التعريفية التابعة للأمن الجهوي بتازة، بعد وضع برنامج عمل مسطر ومسبق ومؤشر عليه من قبل المديرية العامة للأمن الوطني، في إطار الاهتمام الذي توليه لساكنة المناطق النائية.
وفي إطار هذه الحملة، تستقبل الوحدات المحمولة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، التي تتألف من عناصر مجربة مزودة بآليات متطورة، المواطنين بمهنية وفعالية، ومواكبتهم خلال مختلف مراحل مسلسل تجديد البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية، مع منح الأولوية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة لتجنيبهم عناء الانتظار.
ومن بين المستهدفين من هذه الحملة واسعة النطاق، العديد من الأشخاص الذين استفادوا من العفو الملكي الذي تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإسباغه، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، على أشخاص مدانين أو متابعين أو مبحوث عنهم في قضايا تتعلق بزراعة القنب الهندي.
وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب المستفيدون عن امتنانهم للمديرية العامة للأمن الوطني على هذه العملية التي مكنتهم من الحصول على بطائقهم الوطنية للتعريف الإلكترونية في إطار مقاربة القرب التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين.
وبهذا الخصوص، لم يخف عبد القادر، مستفيد من العملية بجماعة كاف الغار، فرحته بهذه المبادرة التي مكنته من إعادة إنجاز بطاقته الوطنية دون أن يتكبد عناء ومشقة التنقل.
كما أعرب عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على العناية السامية التي يحيط بها جلالته الساكنة، معربا عن امتنانه أيضا للسلطات المحلية وعناصر المديرية العامة للأمن الوطني على هذه المبادرة الحميدة.
بدوره، أوضح رشيد الحسناوي ، مستفيد آخر من هذه العملية، أن المبادرة لقيت استحسانا كبيرا من لدن المواطنين الذين أعربوا عن امتنانهم للسلطات على هذه العملية الرامية إلى تسهيل عملية تجديد البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية من ساكنة المناطق النائية.
من جانبها، أشادت رقية، إحدى المستفيدات من المبادرة بأحد الدواوير البعيدة، بهذه البادرة التي لولاها لوجدت صعوبة بالغة في التنقل إلى غاية مدينة تازة لإعادة تجديد بطاقتها الوطنية.
ويذكر أن هذه الحملة انطلقت الإثنين بإقليم تازة، بجماعة تايناست، وستتواصل بباقي ربوع الإقليم إلى غاية 7 نونبر المقبل، حيث ستنتقل وحدات المديرية العامة للأمن الوطني إلى جماعات امسيلة (البرارحة) وبني فراسن وأولاد زباير.
وقد استفاد حوالي 3726 شخصا من حملة تجديد البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية، التي نظمتها المديرية العامة للأمن الوطني خلال الفترة ما بين 23 شتنبر و15 أكتوبر الجاري، لفائدة ساكنة المداشر والتجمعات السكنية الجبلية التابعة لإقليم تاونات.