ويهدف هذا الحدث، الذي تنظمه جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، بشراكة مع جمعية الخبراء المقيمين بالاتحاد الأوروبي، على مدى يومين، بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن، إلى تقديم إجابات ملموسة على التحولات العميقة والفرص غير المسبوقة التي تشكل العالم الأكاديمي.
وفي كلمة في افتتاح أشغال هذا اللقاء، أكد رئيس جامعة مولاي إسماعيل، أحمد موشطاشي، على أهمية موضوع هذه الندوة، بالنظر للأهمية التي يكتسيها التعليم العالي في سياق التغيير التحولات المتسارعة.
كما سلط السيد موشطاشي، الضوء على العوامل الرئيسية لهذا التحول، والمتمثلة في تسارع وتيرة الابتكارات التكنولوجية، وارتفاع متطلبات سوق الشغل، والتحديات المرتبطة بالعولمة، مشيرا إلى أن هذه التغييرات تتطلب قدرا عاليا من التفاعل والاستباقية من أجل إعادة النظر في الممارسات البيداغوجية ونماذج التعلم.
وتطرق رئيس الجامعة أيضا، إلى التحديات التي تفرضها الرقمنة في مجال التعلم، في ظل إدماج الذكاء الاصطناعي والارتفاع المتزايد للدروس الإلكترونية.
وعلى هامش هذه الندوة، تم توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين للشراكة، إيذانا ببداية مرحلة مهمة في التعاون الدولي للجامعة.
وتهدف الاتفاقية الأولى، التي تجمع بين شبكة (البوليتيك) بفرنسا، وشبكة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية بالمغرب، إلى تعزيز التبادل والتعاون بين مدارس الهندسة بالبلدين.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد منسق شبكة البوليتيك بفرنسا، فابريس غيران، أن هذه الاتفاقية هي تتويج لعمل تعاوني بين شبكتي (البوليتيك) بفرنسا، والمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية بالمغرب، وتروم الارتقاء بالتعاون القائم بينهما.
وأضاف "أردنا الانتقال إلى مبادرات مشتركة من أجل تجميع خبراتنا ومواردنا لمواجهة التحديات الحالية التي تواجه المجتمع، والنهوض بتكوين مهندسي الغد الفرنسيين والمغاربة"، مضيفا أن هذا التعاون سيرتكز على مواضيع مشتركة، وتحديد مهن جديدة ووضع تكوينات مبتكرة.
وتهم الاتفاقية الثانية، التي تم توقيعها بين جمعية خبراء التقييم بالاتحاد الأوروبي (EvalUE)، وجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، إحداث مرصد دولي لتطوير الخبرات في مجال التعليم والتكوين والابتكار، بجامعة مولاي إسماعيل.
وأكدت رئيسة جمعية خبراء التقييم بالاتحاد الأوروبي، فيفيان ديفريسيري، أن "هذه الشراكة تفتح آفاقا جديدة للتعاون، ومن شأنها خلق فضاء متميز للحوار وتبادل الخبرات بين الشمال والجنوب".
وأعربت السيدة فيفيان، عن رغبة الجمعية في تعزيز الروابط العلمية مع المغرب، لاسيما من خلال المساهمة في تكوين شبكة للخبراء الأفارقة، مسجلة أن هذا التعاون سيمكن من تعزيز الخبرات والممارسات الفضلى من أجل العمل معا على رفع التحديات التعليمية الحالية، على الصعيدين الوطني والدولي.
وبحسب المنظمين، يهدف هذا اللقاء إلى تعزيز وتعميق التفكير الجماعي حول الاستراتيجيات والحلول الضرورية لمواجهة التحديات المعاصرة والمستقبلية التي يواجهها التعليم العالي، وتحليل التحديات الجديدة للتعليم العالي، لاسيما التحول الرقمي، والشمولية والإنصاف، وكذا التغيرات الاقتصادية والاجتماعية العالمية.
كما يهدف إلى اقتراح أجوبة مبتكرة، من خلال تطوير حلول عملية لتحسين الولوج للتعليم، والإدماج الرقمي بشكل فعال، وتعزيز التقييم المستمر للأنظمة التعليمية.
ويتوخى هذا الحدث، أيضا، تعزيز التعاون الدولي من خلال تشجيع الشراكات بين المؤسسات التعليمية، والحكومات، والمنظمات غير الحكومية، وباقي الأطراف الفاعلة من أجل تقاسم أفضل الممارسات والموارد.
وستساهم الخلاصات والتوصيات الصادرة عن هذه الندوة في تعميق النقاش حول السياسات العمومية في ميدان التعليم العالي، من خلال وضع العنصر البشري والابتكار في صلب أولوياتها.