وتم خلال هذه الندوة، التي أطرها معز الدريدي أخصائي أرشيف أول بالمكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية ، تسليط الضوء على ثراء التاريخ المغربي في ضوء المقتنيات الأرشيفية والوثائق التي بحوزة المكتبة وكيف أسهمت هذه الوثائق في الكشف عن مراحل مهمة من تاريخ المغرب خلال الفترتين الحديثة والمعاصرة.
وبسط المحاضر في هذا الصدد ما تزخر به المملكة من ثراء وتنوع حضاري، وذلك عبر مجموعة المواد الأرشيفية والوثائقية المحفوظة بالمكتبة التراثية، التي توضح طبيعة العلاقة التي امتدت لقرون بين بلدان الشرق الإسلامي، لا سيما الأماكن المقدسة مثل مكة والمدينة، والمغرب "البعيد جغرافيا" .
وتوقف عند محتوى بعض الوثائق التي توثق مضامينها للمعيش اليومي موضحا أنها تميط اللثام عن طبيعة المجتمع والعلاقات والروابط فيه، سواء من خلال عقود الزواج أو عقود المبادلات التجارية والسفر والمعاملات إلى جانب استعراضه لوثائق تؤرخ للبطولات التي قادتها الحركة الوطنية من أجل مقاومة الاستعمار وكذا لمراسلات بين مسؤولين مغاربة وأجانب فضلا عن تقديمه أمثلة عن المحامل/ الوسائط التي جاءت بها هذه الوثائق (ورق ، ألواح خشبية...).
وأشار إلى أن الوثيقة اتخذت في المغرب عددا من المسميات من قبيل ، الظهير، وتنفيذة، وبراءة ، وتقاديم، حيث إن كل تسمية لها مجال استخدامها، سواء تعلق الأمر بمرسوم تعيين موظف سام أو حق الانتفاع بأرض أو ملكية أو رسالة تقرأ على المنابر (براءة)، كما توجد مجموعة من المصطلحات تعبر على مسميات في بعض الأحيان.
وخلص المحاضر إلى أن الوثيقة تقدم معلومات مهمة لا توجد في كتب التاريخ والتراجم فضلا عن كونها مادة خام عكس الكتب التي تتضمن بعض الاضافات والتأويلات.
وتضم المجموعة المتنامية للمكتبة التراثية بالخصوص مجموعة نادرة من المخطوطات العربية في مختلف الموضوعات، ومواد مطبوعة باللغة العربية يعود تاريخها إلى بدايات دخول الطباعة إلى العالم العربي، وتشمل هذه المواد كتبا ودوريات ومجلات ، فضلا عن وثائق أرشيفية ثمينة ونادرة.
وتهدف مبادرة الأعوام الثقافية إلى تعزيز الاحترام بين الثقافات المتنوعة وتحفيز الشعوب على الاتحاد معا وتعزيز الروابط وتشجيع الحوار وتعميق التفاهم. ومع أن البرامج الرسمية لا تتجاوز العام الواحد، إلا أن أثرها يمتد طويلا عبر مشاريع للإرث.
ويتم تطوير العام الثقافي قطر - المغرب 2024 بالتعاون مع عدد من المؤسسات الرائدة في قطر، ضمن اللجنة المنظمة لمبادرة الأعوام الثقافية مع نظرائها من المملكة المغربية؛ وبمساعدة وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب، وسفارة قطر في الرباط، وسفارة المملكة المغربية في الدوحة.