وقد ساهم هذا المشروع، الذي يندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، لاسيما البرنامج المتعلق ب”الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، بشكل ملحوظ في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وتحسين جودة التعليم في صفوف التلميذات المنحدرات من أسر فقيرة بالوسط القروي.
وتهدف “دار الفتاة”، التي تم تدشينها سنة 2019 ورصد لها مبلغ إجمالي بقيمة 3,464 مليون درهم، إلى تشجيع تمدرس الفتيات بالعالم القروي، والحد من الهدر المدرسي، وتحسين وتجويد ظروف استقبال الفتيات المستفيدات، بالإضافة إلى التأطير التربوي والاجتماعي والدعم والمواكبة النفسية، وتجويد الإيواء والإطعام لفائدتهن.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الحسين كبوط، عضو الجمعية المكلفة بتسيير “دار الفتاة” بأكدز، إن الطاقة الاستيعابية لهذا المشروع الواعد، المنجز من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تبلغ 88 سريرا.
وأضاف أن “دار الفتاة” التي تقدم خدماتها لمجموعة من المستفيدات المنحدرات من أربع جماعات تقع بالقرب من مركز جماعة أكدز، تجاوزت المقاربة الاجتماعية وأضحت تقدم خدمات سوسيو تربوية، تشمل الأنشطة الرياضية والثقافية، بفضل دعم وتمويل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
من جهتها، أبرزت حليمة البسط، مديرة “دار الفتاة” بأكدز، في تصريح مماثل، أن هذه البنية الاجتماعية ساهمت بشكل كبير في تيسير وتحسين ظروف تمدرس الفتاة القروية، واندماجها في محيطها الاجتماعي.
وأشارت إلى أن “دار الفتاة” تقدم مجموعة من البرامج والأنشطة الموازية التي تتم ممارستها بعدد من الفضاءات المحدثة مؤخرا بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وشركائها كالمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بزاكورة، وجمعية دار الطالب تنسيفت.
من جانبه، قال رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم زاكورة، حسن بن الطيب، إن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بزاكورة تعمل جاهدة من أجل إحداث وإصلاح وتأهيل دور الطالبة والطالب بهدف ضمان جودة الخدمات التي تقدمها لفائدة المستفيدين.
وبدورها، عبرت التلميذة مريم، التي تتابع دراستها بمستوى الثانوي التأهيلي، عن ارتياحها لجودة الخدمات التي توفرها “دار الفتاة”، مؤكدة على الوقع الإيجابي الكبير لهذه البنية الإيوائية متعددة الخدمات، التي تساهم في تخفيف عبء المصاريف عن الأسر المعوزة وتوفير ظروف مواتية من أجل استكمال دراستها.