واستطاعت هذه المؤسسة الاجتماعية خلال السنوات الأخيرة، ضمان الإيواء والإطعام والنقل لفائدة الفتيات المتحدرات من الوسط القروي على مستوى جماعة أولاد الطيب والمناطق المجاورة، وبالتالي تمكينهن من متابعة دراستهن والحد من الهدر المدرسي الذي تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على محاربته من خلال توفير الظروف اللازمة للتعلم والرعاية.
وأكد رئيس الجمعية المشرفة على تسيير دار الطالبة والنقل المدرسي، امبارك الشرايطي، أنه تم خلق هذه البنية الاجتماعية، المحدثة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005، من أجل محاربة الهدر المدرسي في صفوف الفتيات بالوسط القروي، مبرزا أن الجماعة كانت تعاني في السابق من ارتفاع نسبة الهدر المدرسي بسبب بعد المسافة عن الإعداديات.
وأشار إلى أن هذه المؤسسة التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 64 فتاة، نجحت في تشجيع الفتيات بالمنطقة على مواصلة دراستهن مع تحقيق نتائج جد مشجعة، مضيفا أن دار الطالبة أولاد الطيب راكمت مكتسبات من حيث عدد المستفيدين والتدبير وأثر على الساكنة المحلية.
وبالنسبة ليوسف بدر، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة فاس، فإن دار الطالبة أولاد الطيب هي واحدة من أربع مؤسسات مماثلة تم إنجازها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى النفوذ الرابي للعمالة، وذلك بهدف تحسين ظروف التمدرس للفتاة القروية.
وأشار إلى أن المبادرة قامت ببناء وتجهيز وأيضا المساهمة في تدبير هذه الدار على غرار ثلاث دور للطالبة أخرى على مستوى العمالة، مضيفا أن دار الطالبة توفر خدمات الإيواء والإطعام والنقل المدرسي وكذا دعم التمدرس لفائدة الفتيات المقيمات بهذه المؤسسة.
وقال إن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، قامت من جهتها، باقتناء 5 حافلات للنقل المدرسي من أجل تعزيز الأسطول المتوفر لدى هذه المؤسسة بفضل مساهمة شركاء آخرين، مضيفا أن مئات الفتيات القرويات يستفدن من النقل المدرسي على مستوى هذه الجماعة.
ويذكر أن دار الطالبة أولاد الطيب تم إنجازها في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المتعلق ب “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، الرامي إلى النهوض بالرأسمال البشري للأفراد طوال فترة حياتهم، بناء على نهج تضامني واستباقي بغية مواجهة الإكراهات الأساسية التي تعيق التنمية البشرية، من خلال العمل على مكونين اثنين.
وتعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى جانب مختلف المتدخلين من أجل تحسين جودة المنظومة التربوية، وبالتالي الحد من الهدر المدرسي. كما تركز المبادرة جهودها حول التدخلات الهادفة والمدروسة المخصصة للتلاميذ في وضعية صعبة التابعين للمناطق القروية والأحياء الحضرية الهشة، وذلك بالاعتماد على شركاء ذوي خبرة من المجتمع المدني.