وبفضل التزامهما و كفاءتهما و إبداعهما، تمكنا من إنجاز مشاريع فعالة وحصلا على الجائزتين التشجيعيتين الأولى والثانية في فئة "التعليم العمومي" على مستوى جهة العيون الساقية الحمراء خلال فعاليات النسخة الأولى للمنتدى الوطني للمدرس المنظم يومي 26 و 27 شتنبر الماضي بالرباط.
ويأتي تكريم المدرسين المتميزين نظير مشاريعهما الناجحة التي تهدف إلى تعزيز ممارسات التدريس الفعالة وتشجيع المبادرات المبتكرة وتحسين جودة التدريس.
وتهدف هذه الجائزة أيضا إلى الاعتراف بالمبادرات الرائدة والمشاريع المتميزة التي قام بها المدرسان، بهدف تحسين أساليب التدريس وتشجيع أساليب التعلم ورصد تأثيرها على المتعلمين في الفصول الدراسية بجهة العيون الساقية الحمراء.
بالصبر والمثابرة، لا يدخر باحساين والصمدي أي جهد لدعم تلاميذهما في سبيل التعلم والمعرفة، بمعنى أن نجاحهما في هذه المهمة النبيلة لا يعتمد فقط على الجهود في الفصل الدراسي، ولكن أيضا من خلال الأنشطة الموازية.
وأوضح باحساين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف من مشروعه "خلية النحل" هو تطوير مهارات المتعلم في مجال الروبوتيك، والواقع المعزز، والواقع الافتراضي، مع التركيز على أهمية العمل التطبيقي في تحفيز الإبداع، والتعلم التشاركي والتفاعلي.
وقال إن الواقع المعزز والروبوتيك أضحيا الآن أمرا ضروريا لتطوير المهارات العلمية والتكنولوجية للمتعلمين.
بفضل طاقته، يقوم باحساين بتعميم الأنشطة العلمية من خلال استخدام التقنيات الجديدة لفائدة 38 تلميذا في السنة الخامسة من التعليم الابتدائي، لمدة ساعتين في الأسبوع خارج الدروس المعتمدة في جدول استعمال الزمن.
وأعرب المدرس الحائز على هذه الجائزة عن فخره بهذا التتويج، مشيراً إلى أن التكريم يشكل فرصة مثالية لإبراز إبداع المعلمين ومتعلميهم، بهدف تعزيز التعلم من خلال أفضل ممارساتهم التعليمية في الفصل الدراسي.
من جهته، أشار الصمدي إلى أن مشروعه التربوي "ورشة القراءة" يهدف إلى تعزيز الرغبة في القراءة باللغة الفرنسية، وخاصة الشعر والقصص والروايات، من خلال الاستفادة من الأعمال المقروءة، من حيث القيم والحكمة والأخلاق.
وقال الصمدي ، الذي أنشأ "نادي القراءة" سنة 2012 بمدرسة ابن زيدون الابتدائية بالعيون، "إن إتقان القراءة يمنح التلاميذ الثقة بالنفس ويمكنهم من النجاح في مجالات تعليمية أخرى، باعتبار أن القراءة عنصر أساسي في النجاح الأكاديمي".
وأضاف الصمدي، الذي برع في نقل شغفه بلغة موليير إلى التلاميذ، أن هذه المبادرة لاقت ترحيبا من قبل أولياء التلاميذ والزملاء والإدارة، حيث عملنا في إطار الشراكة مع المجتمع المدني والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية على تطوير برنامج قراءة لفائدة التلاميذ الذين يجدون صعوبة في القراءة، وكانت المبادرة ناجحة ومتميزة .
ونوه بالتلاميذ داخل ورشة القراءة التي أقيمت بالمؤسسة، والذين أصبحوا قادرين على التعبير أمام زملائهم بدون خجل، مشيرا إلى أن هؤلاء التلاميذ سجلوا مشاركات متميزة في المسابقات والمنافسات الإقليمية والجهوية.
وأكد الصمدي على ضرورة إشراك أولياء أمور التلاميذ، من خلال دعوتهم لحضور جلسات القراءة مع أطفالهم وتوعيتهم بأهمية جعل القراءة عادة في المنزل.
وأعرب عن فخره بحصوله على جائزة التشجيع الجهوية التي تشكل فرصة مناسبة لتسليط الضوء على التجارب والممارسات الإبداعية داخل الفصول الدراسية، مشيرا إلى أن الورشات التعليمية كان لها تأثير مباشر على تعلم التلاميذ.
للإشارة فإن الغاية الأولى التي تصبو إليها الجائزة تتمثل في تكريم المدرسات والمدرسين الذين يعملون كل يوم على التأسيس لعالم أفضل.
في سنة 2018 أعطيت الانطلاقة لجائزة أستاذ(ة) السنة على مستوى المديرية الاقليمية بالحوز في فئة المدارس الابتدائية العمومية، وفي سنة 2021 وبفضل إشعاع الجائزة وانعكاساتها على الوسط التربوي والانجازات التي حققتها اتسعت رقعة النسخة الثالثة على الصعيد الوطني، وذلك بتنظيم من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وبشراكة مع مؤسسة الزهيد وجمعية أصدقاء المدرسة العمومية ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين.
وتتميز هذه النسخة بعقد شراكة مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لأجل دعم الجوائز التشجيعية على المستوى الجهوي وتعزيزا لإشعاع الجائزة.