وتشمل فقرات هذا البرنامج ، وفق ما جاء في ندوة صحفية نظمت اليوم الاثنين بالشارقة لتقديم تفاصيل هذه التظاهرة الثقافية ، التي تنظم تحت شعار "هكذا نبدأ"،عدة مواد ومواضيع مهمة ، تتناول تاريخ وتراث المملكة المغربية، وراهن الثقافة المغربية، والأسئلة الكبرى المطروحة في ساحة البحث الأكاديمي، والإبداع الأدبي، وذلك من خلال ندوات حول الشخصية المغربية في التاريخ والحضارة والتراث، و مغاربة العالم وإشعاع الأدب المغربي عبر اللغات والثقافات، و النموذج المغربي في تدبير التنوع الثقافي والتعدد اللغوي، إضافة الى المدرسة الفلسفية المغربية والفكر العربي المعاصر، و الأدب المغربي والتفاعل النقدي.
وقال سفير المغرب بأبوظبي، أحمد التازي، خلال الندوة ، إن اختيار هيئة الشارقة للكتاب المملكة المغربية لتحل ضيف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب ما هو إلا ثمرة من ثمرات علاقة الأخوة والتضامن بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، التي أسس لها المغفور لهما الملك الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورعاها وجددها القائدان الملهمان صاحب الجلالة الملك محمد السادس وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأضاف السيد التازي أن حلول المغرب ضيف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب يعتبر حدثا ثقافيا كبيرا بالنظر إلى المكانة الرفيعة التي يحظى بها هذا المعرض الذي يعزز، مع كل دورة جديدة له، رتبته الدولية المتقدمة بين معارض الكتاب في العالم ، مشيرا الى انه من خلال هذه الرؤية، اتخذت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية جميع الترتيبات لكي تكون مشاركة المغرب في المعرض مشاركة متميزة، تطمح إلى ترك بصمة إيجابية وإلى منح الكتاب، باعتباره أحد الأوعية الحاملة للثقافة المغربية، حضوره المستحق.
ويشمل برنامج استضافة المغرب ضيف شرف في هذه التظاهرة الثقافية الدولية ، من بين فعاليات أخرى، لقاءات تسلط الضوء على التعاون الثقافي المغربي الإماراتي، وعلى صناعة الكتاب في المغرب ، فضلا عن حوارات مع أسماء ثقافية مغربية مرموقة من فلاسفة ومفكرين وكتاب ونقاد وأكاديميين وأدباء وشعراء.
وستكون الموسيقى والمسرح والسينما المغربية ، حاضرة في البرنامج الفني للمعرض ، وذلك من خلال مجموعة من العروض التي تبرز غنى وتنوع التراث الفني للمملكة .
فمن بين عشرات الأنماط التي تزخر بها خريطة الموسيقى المغربية، تم اختيار ثلاث فرق تنتمي إلى أنماط فنية ومجالات جغرافية مختلفة ،هي فن كناوة، وهو فن موسيقى مغربي ذو جذور إفريقية رتبته اليونسكو كتراث ثقافي لا مادي للإنسانية ،وفرقة عيساوة وهي أهازيج صوفية في المدح النبوي ذات منشأ مغربي، وانتشرت انطلاقا من المغرب نحو عدد من بلدان شمال إفريقيا ، فضلا عن رقصة تاسكيوين وهي رقصة شعبية صنفتها أيضا اليونسكو مؤخرا ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي.
وعلى مستوى المسرح ستقدم فرقة كواليس الفن والثقافة مجموعة من العروض التي توظف التقنيات المسرحية من خلال مادة تاريخية تتناول تاريخ التراث والفنون المغربية في جو غنائي وشعري، فيما سيتابع جمهور المعرض مجموعة من العروض السينمائية التي يتعرف من خلالها على باقة مختارة من الأفلام المغربية.
وخصص برنامج التظاهرة أيضا حيزا هاما للطفل عبر برنامج من محورين اثنين ، يتعلق أولهما بورشات يدوية، تحقق سفرا في عوالم التراث المغربي، من خلال الاستفادة والمشاركة في ورشات لاكتشاف أسرار الفنون والحرف التقليدية المغربية مثل الزخرفة والخزف والنسيج والزليج، ويهم الثاني ساعات للحكي، تهدف إلى تحفيز مخيلات الأطفال من خلال وضعهم في غِمار أجواء حكائية تتحقق لهم بها متعة الإنصات لقصص وحكايات تنتمي إلى الموروث الشفوي المغربي.
ولم يغفل البرنامج ركن المطبخ المغربي إذ سيستمتع الجمهور طيلة أيام المعرض بلحظات تذوق لأصناف من المأكولات والأطباق المغربية الشهيرة، من إعداد طباخين مغاربة.
وسيكون جمهور هذه التظاهرة الثقافية الدولية أيضا على موعد مع العرض الوثائقي للناشرين المغاربة ، تشارك فيه 22 من دار نشر مغربية بأكثر من أربعة الاف عنوان ،ضمن فضاء البيع للجمهور، وتقدم هذه الدور رصيدا وثائقيا متنوعا يشمل كافة حقول الإنتاج الفكري والإبداعي المغربي.