وأوضحت بولحيمز ، التي تعد أول حكمة مغربية في رياضة "التبوريدة"، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ممارسات الفروسية التقليدية تركن انطباعا جيدا عنهن كفارسات، وهن قادرات على النجاح كحكمات، متسلحات بشغفهن لهذه الرياضة التقليدية النبيلة.
وشجعت بولحيمز باعتبارها حكمة وممارسة سابقا ومهتمة بكل ما له علاقة بثرات الفروسية التقليدية، الإناث، على ولوج هذا المجال، مؤكدة أن"عليهن أن يدركن أن التبوريدة في المغرب أضحت تحتل مساحة مهمة في دائرة الاهتمام ضمن منظومة الرياضة الوطنية، وتفتح آفاقا رحبة للعطاء، خصوصا وأن بلادنا تنظم تظاهرات كبيرة دولية ووطنية على غرار معرض الفرس للجديدة".
وفي معرض حديثها عن تجربتها الشخصية لولوج مجال التحكيم، قالت بولحيمز "هذا الأمر لم يحدث بالصدفة، بل سبقته تجربة طويلة راكمتها عبر عدة مراحل من حياتي"، مضيفة "قبل أن أكون حكمة، فأنا فارسة، وترعرعت على حب الخيل، والفروسية لأن عائلتي تمارس هذه الرياضة، وبالتالي فقد ورثت هذا الشغف عن أسرتي".
وسجلت الحكمة المغربية أنها أسست مجموعتها الخاصة في التبوريدة عوض الاكتفاء بالمشاركة مع زملائها من الرجال ضمن السربات التي يمارسون فيها، معتبرة أن هذه التجربة "كانت مثيرة وناجحة بكل المقاييس، بحيث وقعنا على مشاركة متميزة بمسابقات الفروسية بدار السلام".
وترى بولحيمز إن شغفها بالخيول قادها لرفع العديد من التحديات تمثلت على الخصوص في تأسيس النادي الملكي للفروسية، وتنظيم العديد من الجولات بالخيل، مضيفة أنها انشغلت بعد ذلك بالبحث في الموروث الثقافي للتبوريدة، عبر الإهتمام بتجميع القطع الفنية المرتبطة بالخيل والفروسية، من مستلزمات لوجستية، وأزياء، وسروج.
وأكدت المتحدثة ذاتها، أن "هذه التجارب المتنوعة مكنتني من ولوج مجال التحكيم في(التبوريدة)،باقتراح من المدير العام للشركة الملكية لتشجيع الفرس (سوريك)، عمر الصقلي، الذي شجعني على هذا الأمر، كما حظيت بدعم وتشجيع مماثلين من لدن مسؤولين في الجامعة الملكية المغربية للفروسية، وجمعية معرض الفرس للجديدة، واستفدت من تكوين ميستمر دام 6 سنوات بالـ(سوريك)، قبل أن أحصل على صفة حكمة رسمية".
واعتبرت الحكمة الدولية أن "الاهتمام بتفاصيل الزي التقليدي للتبوريدة والسروج له علاقة وثيقة بالتحكيم، اعتبارا لكون التنقيط خلال المسابقات يتم عبر تقييم الزي الذي يرتديه الفرسان، وسروج جيادهم، و(الهدة)، و(الطلقة) "، مضيفة أن " كل هذه الجوانب ليست غريبة عني لأني خبرتها جيدا بفضل الممارسة سابقا، كما لا يمكن أن أنكر أني استفدت الشيء الكثير من زملائي الحكام الذين يتوفرون على تجربة مهمة في المجال".
وبولوجها مجال التحكيم في منافسات الدورة السابعة للجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لفنون الفروسية التقليدية، المقامة ضمن فعاليات الدورة الـ 15 لمعرض الفرس للجديدة، تكون حنان بولحيمز من أوائل النساء في المغرب اللواتي اقتحمن ميدانا ظل ولزمن طويل حكرا على الرجال في مجال فن التبوريدة .