وتميز هذا اللقاء، بإلقاء كلمات سلطت الضوء على الدلالات والعبر المستخلصة من هذا الحدث التاريخي، وما يختزنه من أمجاد وروائع الكفاح الوطني، ومن حمولة رمزية من القيم الوطنية ومواقف الصمود والشهامة والتضحية.
وفي هذا الصدد، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن هذا الحدث يشكل مناسبة للاحتفاء بذكرى ستظل أحداثها مدونة بأحرف من ذهب في سجل تاريخ مسلسل كفاح العرش والشعب لنيل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.
وأضاف أن هذا اللقاء، يعتبر أيضا مناسبة لتجديد الصلات بجيل المجاهدين والرواد المؤسسين للطلائع والخلايا الأولى لجيش التحرير، لاستلهام قيم الغيرة الوطنية والتضحية ودروس التضامن والتلاحم، من خلال استحضار التضحيات الجسام التي قدموها من أجل سيادة البلاد وعودة رمز وحدتها جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه.
وفي هذا السياق، استعرض السيد الكثيري، مجموعة من المحطات التاريخية التي انخرط فيها المقاومون وأعضاء جيش التحرير بالمنطقة، مشيرا إلى أن مدينة الناظور وأحوازها كانت الملاذ الآمن والملجأ الحصين لرجال الحركة الوطنية، وفيها تكونت فرق جيش التحرير من قبل أبناء المنطقة والملتحقين بهم من سائر جهات المملكة.
وأبرز الدور الهام الذي اضطلع به أبناء المنطقة من خلال تقديم الدعم والمشاركة الفاعلة في انطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير في ليلة الفاتح من أكتوبر 1955 بعدد من أقاليم شمال المملكة، والذي شكل الفصل الأخير والجولة الحاسمة في مقارعة الشعب المغربي لقوى الظلم والاستبداد والاحتلال.
واعتبر أيضا هذه الاحتفالية، محطة أساسية لاستخلاص الدروس والعبر واستلهام القيم والمعاني والدلالات التي تحملها هذه الأحداث، والتي برهنت عنها هذه الربوع من المملكة، مشددا، في الوقت ذاته، على أهمية المحافظة على تراث المقاومة والتحرير، وربط الماضي بالحاضر من أجل استشراف المستقبل، من خلال تعريف الأجيال الناشئة بالأمجاد والبطولات الوطنية التي ستظل خالدة في الذاكرة.
من جهتهم، أبرز متدخلون آخرون أهمية هذه الذكرى، معتبرين إياها حدثا مفصليا في تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، ولبنة من أهم لبنات المسلسل النضالي الوطني الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه.
واعتبروا أن تخليد هذه الذكرى الوطنية، يشكل مناسبة للتعريف بها واستحضار مضامينها وقيمها لترسيخها في نفوس الشباب والناشئة من أجل خلق جيل مستقبلي محصن الهوية، وقادر على تحمل المسؤولية، ومتشبع بالقيم والخصائل التي دأب عليها الأجداد، وبالتالي منخرط بكل إرادة وتلقائية في الأوراش التنموية المفتوحة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبمناسبة هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص، الكاتب العام لعمالة إقليم الناظور، عبد الله لحرش، ورؤساء مصالح لاممركزة، ومنتخبون، وعدد من أفراد أسرة المقاومة، تم تكريم ستة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإقليم، وتوزيع إعانات مالية على 35 من أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير.