وفي هذا الصدد، بادرت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بعمالة المحمدية إلى المساهمة في إحداث مؤسسة التفتح "زرياب" للتربية والتكوين بفضاء مدرسة "ابن عطية" الابتدائية التابعة لجماعة المحمدية، وذلك إسهاما منها في الجهود الرامية إلى دعم التمدرس والحد من الهدر المدرسي.
وتضم هذه المؤسسة سلسلة من القاعات المخصصة لدعم الأطفال والشباب، من خلال أنشطة المطالعة والموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية، وكذا تعلم اللغات الحية (الألمانية والإنجليزية والفرنسية)، واكتشاف عالم المعلوميات والروبوتيك والرقمنة والذكاء الاصطناعي.
وبهذه المناسبة، أكد اسماعيل أوعمو، رئيس مصلحة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة المحمدية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المركز الموجه للتفتح هو، بالأساس، ثمرة شراكة بين المديرية الإقليمية للتربية والتعليم الأولي والرياضة التي قامت بتهيئة الفضاء، واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالعمالة التي تكفلت بتجهيزه.
وأوضح أن إنشاء هذا المركز يأتي في إطار برامج المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لاسيما برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، وذلك في ظل المساعي المبذولة لتشجيع التفوق الدراسي ومحاربة الأسباب الرئيسية الكامنة وراء ظاهرة الانقطاع عن التمدرس.
وأضاف أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية رصدت ما قيمته 400 ألف درهم لاقتناء مختلف المعدات والتجهيزات الضرورية لحسن سير هذه المنشأة التربوية، التي تطمح إلى تقوية القدرات والمهارات المعرفية لدى زهاء 400 من تلميذات وتلاميذ السلك الابتدائي وتعزيز مسارهم الدراسي، بما من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على تحصيلهم الدراسي ونسبة نجاحهم.
وأشار إلى أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالعمالة تواصل ديناميتها من خلال مساهمتها المالية في محور "تقوية قدرات الانفتاح لدى الأطفال والشباب" بنحو 4 ملايين درهم، مع عدة جمعيات رائدة في المجال، من أجل تحسين الفضاء المدرسي ودعم التفتح لدى الأطفال والشباب المتمدرسين من خلال أنشطة موازية ذات بعد ثقافي وفني ورياضي.
من جانبه، أكد عثمان خلاوي رئيس مؤسسة التفتح "زرياب" للتربية والتكوين، في تصريح مماثل، أن إحداث هذا المشروع يأتي تنزيلا لأهداف والتزامات خارطة الطريق 2022-2026 ولإطارها الإجرائي 2024-2025، خاصة البرنامج الرابع المتعلق بالأنشطة الموازية.
وأبرز أن الغاية من إحداث المشروع تكمن في تحقيق سلسلة من الأهداف من خلال العمل على تعزيز آليات الإشعاع الثقافي، وتنشيط الحياة المدرسية، وترسيخ قيم المواطنة وكذا القيم الجمالية والفنية والإبداعية، واكتشاف المواهب وصقلها.
وأضاف أن الفضل في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود لضمان فعالية الارتقاء بقطاع التعليم يرجع، بالأساس، إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمديرية الإقليمية للتربية والتعليم الأولي والرياضة، وكذا جمعية آباء وأولياء التلميذات والتلاميذ.
وتجدر الإشارة إلى أن باب التسجيل في هذا المركز، برسم الموسم الدراسي 2024- 2025، لازال مفتوحا إلى غاية 10 أكتوبر الجاري في وجه تلميذات وتلاميذ السلك الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي.