وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الذكرى تعد حدثا وطنيا بارزا يتبوأ مكانة مرموقة في سجل تاريخ المملكة الحافل بالمكارم والملاحم والأمجاد للانطلاقة المظفرة لطلائع جيش التحرير بشمال المملكة.
وأضاف السيد الكثيري أنه في مثل هذا اليوم المبارك من سنة 1955، سجل التاريخ بكل فخر واعتزاز حدثا تاريخيا نوعيا جيليا، تمثل في انطلاق عمليات جيش التحرير بإقليم تازة التي شكلت انعطافا مفصليا أوقدت شعلتها جذوة المواجهة التي خاضتها عناصر جيش التحرير بهذه الربوع المجاهدة.
وأشار إلى أن أبناء هذه الربوع البررة تميزوا دوما بحضورهم الوازن وانغمارهم في الخطوط الأمامية ضد الغزو الاستعماري، ويشهد لهم التاريخ بالشهامة والعزم والإقدام في مناهضة الاحتلال الأجنبي والدفاع عن حوزة الوطن من الأخطار المحدقة، مضيفا، أن عددا من المصادر الأجنبية تتحدث عن حدوث العديد من المعارك والاشتباكات التي خاضتها ساكنة تازة ضد المستعمر.
وذكر بأن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تحرص على التعريف بالأمجاد التاريخية وتسليط الأضواء على ملاحم الاستقلال ونضالاتها وبطولاتها وتوثيق مضامينها وإبراز دلالاتها وتكريم رموزها وإشاعة رسائل الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية في صفوف الناشئة.
وأكد المندوب السامي على التعبئة المستمرة واليقظة الموصولة لأسرة المقاومة وجيش التحرير من أجل صيانة الوحدة الترابية للمملكة وتثبيت المكاسب الوطنية، منوها في السياق ذاته، بالانتصارات الديبلوماسية المتتالية التي حققتها المملكة تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
واستحضرت باقي الكلمات تليت بالمناسبة، الدروس والعبر المستخلصة من هذه الملحمة الوطنية الخالدة، مشددة على أهمية المحافظة على تراث المقاومة والتحرير، وربط الماضي بالحاضر من أجل استشراف المستقبل، من خلال تعريف الأجيال الناشئة بالأمجاد والبطولات الوطنية التي ستظل خالدة في الذاكرة.
وتم بالمناسبة، تكريم 10 من المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم تازة، وتوزيع إعانات مالية على 62 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين.