وتتجسد هذه الجهود من خلال تنفيذ العديد من المشاريع لتحقيق هذه الغاية، لا سيما من خلال إحداث وحدات للتعليم الأولي بجميع الجماعات الترابية التابعة للنفوذ الترابي للعمالة، بهدف تسهيل ولوج الأطفال إلى هذه الخدمة الاجتماعية والتربوية، التي صارت مرحلة مهمة في المسار الدراسي للأطفال.
وقد مكن الالتزام القوي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمجال التعليم الأولي، في إطار مرحلتها الثالثة، من إحداث 29 وحدة بعمالة طنجة-أصيلة خلال الفترة الممتدة من سنة 2019 الى سنة 2023، تضم ما مجموعه 44 حجرة دراسية مجهزة بالكامل.
وبحسب معطيات قسم العمل الاجتماعي بعمالة طنجة-أصيلة، استقبلت وحدات التعليم الأولي، خلال السنة الدراسية 2024-2025، ما مجموعه 296 طفلا مسجلا بالتمهيدي الأول منهم 135 فتاة و161 ذكورا، بالإضافة إلى 493 طفلا مسجلا في التمهيدي الثاني، منهم 230 فتاة و263 من الذكور .
ومن بين هذه الوحدات التمهيدية وحدة "المنبر"، الواقعة بالجماعة الترابية العوامة القروية، والتي تضم فصلين دراسيين يتسع كل منهما لـ 25 طفلا.
وأوضحت مريم غرناطي، مسؤولة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة طنجة-أصيلة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الوحدة تندرج ضمن 29 وحدة للتعليم الأولي، التي قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإنجازها وتجهيزها على مستوى العمالة، وذلك في إطار برنامجها "الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة".
وأضافت أن هذه الوحدة، التي تم افتتاحها في شتنبر 2023، تطلبت غلافا ماليا يقدر بحوالي 650 ألف درهم، منها 50 ألف درهم قيمة التجهيزات، عبأتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيرة إلى أن جميع الوحدات الدراسية المعنية تم إنجازها في إطار شراكة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي (FMPS)، التي تشرف على تسيير هذا النوع من المؤسسات التعليمية.
من جانبها، أشارت المسؤولة الإقليمية للمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بعمالة طنجة-أصيلة، هناء منصور، إلى أنه وفقا لاتفاقية الشراكة المبرمة بين المؤسسة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تم إحداث ما مجموعه 29 وحدة للتعليم الأولي خلال المرحلة الثالثة من المبادرة، مبرزة أن المؤسسة تحرص على توحيد النموذج التعليمي في جميع وحدات التعليم الأولي.
وأضافت السيدة منصور أن المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي تحرص أيضا على اختيار وتكوين المربين من الجماعات المعنية، مع ضمان الوسائل التربوية اللازمة والأدوات التعليمية الضرورية لمرحلة ما قبل المدرسة.
أما يسرى فتوح، المعلمة بوحدة التعليم الأولي "المنبر"، فقالت إن تكوينها، الذي استمر 950 ساعة، أتاح لها إمكانية اكتساب المهارات اللازمة لتقديم تعليم أولي بجودة عالية.
وفي هذا الصدد، أشارت إلى أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات يستفيدون من الأنشطة التعليمية والترفيهية ضمن مجموعات، مما يسمح لهم بتطوير مهاراتهم الاجتماعية.
واقتناعا منها بأهمية التعليم الأولي كخطوة أساسية لضمان النجاح الأكاديمي والتعليمي للمتمدرسين، جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعم هذا النوع من التعليم أولوية في مرحلتها الثالثة، خاصة في الوسط القروي.
وبالإضافة إلى مكافحة الهدر المدرسي، تساهم وحدات التعليم الأولي، بشكل كبير، في بناء شخصية الأطفال وتعزيز مهاراتهم المعرفية والتربوية والبيداغوجية.