ووعيا منها بأهمية التربية والتعليم، أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عناية خاصة وكبيرة للأجيال الصاعدة، من خلال حرصها الكبير، عبر برنامجها "الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة"، على ضمان حق التمدرس لفائدة أكبر عدد من المستفيدين، خاصة المنحدرين من العالم القروي.
ويبلغ عدد وحدات التعليم الأولي، التي عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على إنجازها وتجهيزها وكذا تشغيلها لفائدة الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 4 و6 سنوات، 67 وحدة موزعة عبر تراب الإقليم.
وفي هذا الإطار، تبرز وحدة التعليم الأولي "أولاد الختير تاغريست"، بجماعة أهل واد زا، التي تم افتتاحها في شهر شتنبر من سنة 2023، وتشرف على تدبيرها المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، كنموذج حي لجودة الخدمات المقدمة للفئات المستهدفة تنزيلا لرؤية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تعميم هذا النوع من التعليم.
وتحرص هذه الوحدة على تمكين الأطفال من تعليم ذي جودة عالية يعتمد على مقاربة بيداغوجية نموذجية، إذ تمكنهم الأنشطة التفاعلية من التعرف على المفاهيم الأولى المتعلقة بمحيطهم، وتنظيم التفكير، والتعبير اللغوي، والتواصل، والسلوك الحسي الحركي، إضافة إلى قواعد وقيم الحياة المشتركة.
وأكدت أميمة الفلالي، مربية بالمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، أن وحدة التعليم الأولي "أولاد الختير تاغريست"، التي تم إحداثها في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تتوفر على كل التجهيزات اللازمة لتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين الذين تزداد أعدادهم بشكل مستمر.
وقالت المربية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها قبل الالتحاق بهذه الوحدة، تلقت تكوينات أساسية وتكميلية لمدة 950 ساعة تكوينية، مكنتها من تملك الوسائل والتقنيات الأساسية اللازمة والمناهج البيداغوجية المعتمدة، تساعدها على تعزيز نمو الأطفال، وتحفيزهم لاكتساب المعرفة المسبقة اللازمة لولوج الحجرات الدراسية بالسلك الابتدائي والتميز في مسارهم الدراسي.
من جهته، أشار المكلف ببرنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تاوريرت، عبد السلام حسناوي، إلى أن الإقليم شهد ما بين سنتي 2019 و2023، إنجاز وتشغيل 67 وحدة للتعليم الأولي، وذلك بهدف تحسين القدرات المعرفية للأطفال، وتنمية شخصياتهم، وإعدادهم للاندماج بشكل أفضل في التعليم الابتدائي، والنجاح في مسارهم الدراسي.
وذكر بأن هذه الوحدات، التي تم إنجازها وتشغيلها بغلاف مالي يقدر بـ 24,31 مليون درهم، تم تحويلها، منذ شهر يوليوز 2023، إلى المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتاوريرت، طبقا للمذكرة الوزارية الصادرة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن عدد الأطفال المستفيدين من هذه الوحدات انتقل من 64 طفلا سنة 2019 إلى 2300 مستفيدا خلال الدخول المدرسي الحالي.
وجدير بالذكر أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، جعلت دعم مرحلة التعليم الأولي في صلب اهتماماتها، وذلك في إطار مرحلتها الثالثة، خاصة في الوسط القروي، وذلك إيمانا منها بأهمية التعليم الأولي كخطوة أساسية لضمان النجاح الدراسي لهؤلاء المتعلمين.