وتميز هذا الحدث، المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "البيولوجيا السريرية والطب التنبؤي"، بتسليط الضوء على مجموعة من المواضيع المتنوعة والهامة ذات الصلة بمستقبل البيولوجيا الطبية.

وفي هذا الإطار، أكد البروفيسور بدر الدين الميموني، رئيس الجمعية المغربية للكيمياء السريرية والبيولوجيا الطبية، أن "الأيام المغربية للبيولوجيا السريرية في دورتها الرابعة والعشرين حققت نجاحا كبيرا، بمشاركة 850 منخرطا وتقديم أكثر من 290 بحث من قبل أطباء متدربين شباب ومقيمين وباحثين في البيولوجيا الطبية".

وأشار السيد الميموني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أنه "تم في هذا السياق، تسليم جوائز لأفضل الأعمال، مما يشهد على تميز المساهمات التي تم تقديمها".

وبالعودة إلى برنامج هذه الأيام، أبرز البروفيسور الميموني، وهو أيضا رئيس مصلحة علم الطفيليات والفطريات الطبية بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، أن "المؤتمر تناول مواضيع متنوعة وهامة"، مشيرا إلى أن أحد المواضيع الرئيسية التي تم تناولها تمثل في أهمية التكامل بين الطب السريري والبيولوجي لتوفير الرعاية المثلى للمرضى. 

وأضاف أنه "تم أيضا مناقشة الذكاء الاصطناعي، ولا سيما معالجة القضايا الأخلاقية المرتبطة باستخدامه المتزايد في المجال الطبي".

من جهة أخرى، أبرز البروفيسور الميموني أنه "قد جددنا التأكيد على أهمية دور عالم الأحياء باعتباره شريكا حقيقيا للطبيب المعالج. وباعتبارهم مستشارين في عملية التشخيص، يلعب علماء الأحياء دورا رئيسيا في ضمان رعاية شاملة وأكثر دقة للمرضى".

وتابع: "ركزت المناقشات أيضا على أهمية التقنيات الجديدة، لا سيما في ما يتعلق بالطب التنبؤي، ويعد هذا المجال الصاعد بإحراز تقدم كبير في تشخيص الأمراض وعلاجها حسب احتياجات كل مريض".

من جهته، قال ميشيل آروك، صيدلاني بيولوجي، وعضو الأكاديمية الوطنية للصيدلة في فرنسا، إن "المشاركة في الأيام المغربية للبيولوجيا السريرية هي دائما شرف كبير بالنسبة لي"، مؤكدا أن "هذه الدورة تميزت بتقديم محتوى علمي جد غني، وبمشاركة عدد مهم من المتخصصين، فضلا عن الجودة الاستثنائية للمتدخلين".

وأكد أن "البيولوجيا الطبية المغربية تشهد تقدما مهما، لا سيما مع إدماج التكنولوجيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي"، معتبرا أن "هذا التقدم التكنولوجي، إلى جانب التنظيم الفعال والتزام المهنيين المغاربة، يجعل من المغرب فاعلا رئيسيا في هذا المجال، ليس فقط في أفريقيا، ولكن أيضا على المستوى الدولي".

يشار إلى أنه تم، خلال هذه الأيام العلمية، المنظمة تحت إشراف الاتحاد الدولي للكيمياء السريرية والبيولوجيا الطبية (IFCC) تدارس ومناقشة مواضيع مختلفة منها على الخصوص، "أحدث التطورات في استكشاف طب الكلي"، و"دور البيولوجي في التحكم في ظروف إجراء العمليات لدعم القرار السريري".