وفي مداخلة خلال هذا الاجتماع، المنعقد على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أبرز السيد بوريطة الحاجة العاجلة إلى تنسيق المبادرات وملاءمتها مع الوقائع الإفريقية، مذكرا بأهمية القارة الإفريقية في الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب.
وشدد على ضرورة العمل بشكل استباقي وفعال، مؤكدا أن "الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية لا ينبغي أن تشكل ذريعة للتقاعس عن العمل أو الإذعان لصيغ جاهزة".
وأضاف السيد بوريطة أن إفريقيا لا يمكن أن تسلم زمام أمورها لمؤسسات تعمل نيابة عنها، مبرزا أن الوقت قد حان لاعتماد مقاربة دينامية ومباشرة تدعم جهود البنيات الوطنية لمحاربة الإرهاب وكذا المبادرات الإفريقية متعددة الأطراف.
كما أشار الوزير إلى الدور الهام الذي يضطلع به المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في استباق التهديدات الناشئة، لا سيما في القارة الإفريقية. وقال إن المنتدى، المشهود له بالقدرة على تحديد اتجاهات الإرهاب وصياغة التوصيات الملائمة، مدعو لمواصلة هذا الدور الاستباقي لمنع التهديدات الإرهابية والتصدي لها.
وشدد على أهمية المبادرات الإفريقية في مكافحة الإرهاب، من قبيل "منصة مراكش لرؤساء وكالات الأمن ومكافحة الإرهاب في إفريقيا"، التي تم تطويرها بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والتي تعمل على تعزيز التعاون الإقليمي بين الفاعلين الأمنيين الإفريقيين في مجال مكافحة الإرهاب، وكذا "مسلسل أبوجا" و"مبادرة أكرا".
وسجل السيد بوريطة أن هذه النماذج للتعاون الإقليمي تشكل أمثلة ناجحة لتنسيق الجهود، ويتعين إدماجها ضمن الاستراتيجيات الكبرى للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب بهدف الرفع من فعاليتها.
وتطرق الوزير إلى مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومقره بالرباط، باعتباره نموذجا للتعاون الناجح، إذ يعمل على إضفاء الطابع المحلي الفعال على المبادرات العالمية للاستجابة للحاجيات الخاصة بالمنطقة.
وخلص السيد بوريطة إلى الدعوة لتقوية القدرات المؤسساتية للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب والمؤسسات التابعة له، من خلال برامج ملائمة لتعزيز القدرات، والتي تمكن المؤسسات المحلية من تدبير أفضل للتهديدات الإرهابية ودرء مخاطرها.
ويهدف المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي يضم 32 بلدا عضوا وشريكا من بين الأكثر انخراطا في مكافحة الإرهاب، إلى النهوض بالتعاون الدولي بهدف تطوير الاستراتيجيات والممارسات الجيدة في مجال مكافحة التطرف العنيف والإرهاب بجميع أشكاله.
وتولى المغرب رئاسة هذا المنتدى لثلاث فترات متتالية ما بين 2015 و2022، عمل خلالها على توطيد دوره القيادي ضمن الجهود العالمية من أجل السلام والأمن في إفريقيا والعالم.