وأوفت هذه المواجهة القوية بين المغرب، السادس في التصنيف العالمي، وإيران، الرابع، بوعودها مع تبادل للسيطرة على مجرياتها بين المنتخبين، ونهاية مثيرة شدت أنظار المشجعين والجهاز التقني لكلا الفريقين.
وقد كان واضحا أن المنتخب الوطني نهج أسلوبا دفاعيا أكثر من المعتاد، وقد تمكن من إيقاع الإيرانيين في الفخ، بعد أن أظهروا ثقة كبيرة والتزاما بدنيا قويا، قبل أن تعيدهم مجريات المباراة إلى أرض الواقع.
وتفاجأ المنتخب الوطني بتلقي هدف في الدقيقة الرابعة، سجله محمد حسين دراخشاني، لكنه مع ذلك ظل هادئا في انتظار اللحظة المناسبة للرد.
ونجحت العناصر الوطنية في إدراك التعادل بفضل خالد بوزيد في الدقيقة السابعة. وبعد هذا الهدف استعاد المغاربة ثقتهم بأنفسهم وأصبحوا أكثر مبادرة إلى الهجوم. وفي المقابل، اعتمد الإيرانيون على التسديد من بعيد، مع ارتكاب العديد من الأخطاء بسبب عدم التركيز.
وأدى افتقار المنتخب الإيراني للتركيز إلى تلقىهم للهدف الثاني بنيران صديقة عن طريق رضا رفيع بور في الدقيقة 11، بعد سوء تفاهم مع حارس مرمى فريقه.
ومالت كفة المباراة بعد ذلك لصالح المغرب الذي أضاف الهدف الثالث، بعد هجمة مرتدة اختتمها سفيان المسرار في الدقيقة 17، قبل أن يرفع المنتخب الوطني غلته من الأهداف إلى 4، عبر إدريس رايس الفني في الدقيقة 20. وهو ما أشر على أن أسود الأطلس في طريق مفتوح لتحقيق الانتصار.
لكن، وبعد عودته من غرفة تبديل الملابس، تلقى الفريق الوطني هدفين في دقيقتين، سجلهما كل من حسين طيبي في الدقيقة 21، ومسلم أولادغوباد في الدقيقة 22، ما قلص النتيجة إلى 4 مقابل 3.
ورغم هذا الوضع الصعب، استعاد المنتخب المغربي توازنه وقدم أداء دفاعيا جيدا، ولم يترك أمام الإيرانيين حلولا كثيرة.
وفي وقت كان المغاربة يستعدون للاحتفال بالفوز، عاش الجميع على أعصابهم بعد احتساب حكم المباراة لضربة حرة بدون حائط، لصالح الإيرانيين، تم تنفيذها من نقطة الجزاء الثانية (10 أمتار)، لكن لحسن الحظ، أهدر اللاعب الإيراني الفرصة، لتنتهي المباراة بفوز أسود الأطلس وتأهلهم لدور الربع النهائي من المنافسة.
وبهذا التأهل، بلغ المنتخب المغربي نفس المرحلة من المنافسة التي بلغها في نسخة 2021 بليتوانيا. وسيواجه نفس الخصم، المنتخب البرازيلي.