بالفعل، فقد بلغ عدد الحجرات الدراسية المنجزة بتراب العمالة بين سنتي 2019 و2024، في إطار مختلف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما مجموعه 122 حجرة دراسية، يستفيد من خدماتها المتكاملة 3223 طفلا وطفلة، في ظروف مثلى للاستقبال والتربية.
وحسب معطيات قسم العمل الاجتماعي بعمالة المضيق- الفنيدق، فإن عدد هذه الحجرات الدراسية المنجزة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عرف ارتفاعا ملحوظا، حيث انتقل من 26 حجرة سنة 2019 إلى 122 حجرة خلال الموسم الدراسي الجاري، فيما انتقل عدد المستفيدين على التوالي من 769 طفلا إلى 3223 طفلا.
هذا التطور في البنيات التحتية وعدد المستفيدين من التعليم الأولي، يعكس بالملموس وجاهة اهتمام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة المضيق-الفنيدق والعناية الكبيرة التي توليها بالأجيال الصاعدة، حرصا على ضمان حق التمدرس في سن مبكرة، خاصة لدى الأطفال المنحدرين من العالم القروي.
ومن النماذج البارزة للجهود المبذولة في هذا المجال التربوي الحيوي، يمكن الإشارة إلى المركز التربوي "نجوم البحر" بحي فم العليق، وسط مدينة المضيق، الذي تشرف على تدبيره العصبة الجهوية لحماية الطفولة، ووحدة التعليم الأولي بدوار بلوازن بجماعة العليين، التي تديرها المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الاولي، واللذان يعدان مثالا ساطعا على جودة الخدمات المقدمة لتنزيل فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تعميم التعليم الاولي بالنفود الترابي للعمالة.
وفي هذا السياق، حرصت المبادرة الوطنية على البحث على شركاء وفاعلين مؤسساتيين لضمان نجاح ورش التعليم الأولي بتراب العمالة، وهو ما تأتى عبر تعزيز التعاون مع الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والعصبة المغربية لحماية الطفولة والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الاولي.
وأبرزت المنسقة الجهوية للعصبة المغربية لحماية الطفولة بعمالة المضيق- الفنيدق، إكرام بوشنيطة، أن المركب التربوي "نجوم البحر"، الذي جرى افتتاحه في ماي 2024، أنجز بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار تفعيل وتنزيل أحد محاور البرنامج الثاني للمبادرة، الذي يستهدف الأطفال في وضعية هشاشة، بغية النهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة.
وأضافت المنسقة الجهوية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المركز التربوي "نجوم البحر" يجسد الرؤية الاستراتيجية للعصبة، التي تتقاطع مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال تنفيذ برامج داعمة ومواكبة للأطفال في وضعية هشاشة، وتوسيع قاعدة المستفيدين من التعليم الأولي وباقي الخدمات المقدمة للطفولة الصغرى.
من جانبها، أكدت المشرفة والمؤطرة بالمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بعمالة المضيق- الفنيدق،دعاء اليزناسني، أن المؤسسة أضحت إحدى الركائز الأساسية لتطوير التعليم الأولي بالمغرب، حيث توفر تعليما أوليا لفائدة الأطفال من سن 4 إلى 6 سنوات بجودة عالية ووفق مناهج مضبوطة.
وأشارت المشرفة الإقليمية الى أن المؤسسة تسهر على تسيير 204 أقسام خاصة بالتعليم الأولي بعمالة المضيق- الفنيدق، مبرزة أنها تعمل بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، على تكوين المربيات وتوفير الوسائل والأدوات الأساسية لتكوين وتعلم الطفل واستفادة الطفل المغربي من تعليم أولي ذي جودة بالوسطين القروي والحضري على حد سواء.
وتبقى الجهود متواصلة على مستوى المنطقة لضمان توفير خدمة اجتماعية قيمة كما هو شأن التعليم الأولي، لاسيما بالمناطق الأكثر عزلة بتراب عمالة المضيق-الفنيدق، حرصا على تحقيق العدالة المجالية وتكافؤ الفرص بين أطفال المدن والضواحي والقرى، تماشيا مع روح وفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.