وقال المومني، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إن العرض البيداغوجي للجامعة للعام 2024-2025 غني ومتنوع ومبتكر، يلبي الحاجيات الاجتماعية والاقتصادية لجهة الشمال خصوصا، والمغرب عموما، كما أنه يتماشى والمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (Pacte ESRI 2030).
وأبرز أنه على مستوى التكوين الأساسي، تقدم الجامعة 285 مسلكا، أي أكثر ب 30 مسلكا مقارنة مع الموسم الجامعي الماضي، كما تم اعتماد وفتح 15 مسارا للتميز بثماني مراكز للتميز، والتي تقع بالمدن المهمة بالجهة، مثل طنجة وتطوان والعرائش، وقريبا الحسيمة والقصر الكبير، مشيرا إلى أن توسعة هذه المسارات تعكس تقدما كبيرا مقارنة بالموسم الجامعي السابق، حيث تمت إضافة 7 مسارات جديدة و3 مراكز جديدة.
أما على مستوى تكوين المهندسين بشبكة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، نوه السيد المومني أن جامعة عبد المالك السعدي تقوم سنويا بتكوين حوالي ثلث المهندسين ضمن هذه الشبكة على الصعيد الوطني، معتبرا أن الجامعة تقدم أيضا دورات تعليمية في مجالات مبتكرة، مثل الفن والصناعة الثقافية والمسؤولية الاجتماعية للجامعات (RSU) .
في هذا الصدد، سجل أن الجامعة أطلقت في غشت الماضي التسجيل القبلي في مسارات التميز بالماستر، حيث وضعت رهن إشارة المسجلين الجدد شريحة واسعة من التكوينات المبتكرة والغنية معرفيا. وتماشيا مع توجيهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تمت مراجعة التكوينات وتقييمها من قبل الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي (ANEAQ) .
وأضاف أنه لإنجاح الدخول الجامعي الحالي، تم تنظيم أيام مفتوحة من قبل جميع مؤسسات الجامعية، مما وفر استقبالا جيدا للطلبة الجدد وساعد على اندماجهم، لافتا إلى أن هذه الأيام أتاحت للطلبة لقاء الأساتذة ورؤساء الأقسام والموظفين الإداريين، بالإضافة إلى الفاعلين في أندية الأنشطة الموازية بالجامعة.
وأكد السيد المومني أن "كافة مكونات الهيئة الأكاديمية والإدارية والتقنية بالجامعة متعبئة لإنجاح هذا الموسم الجامعي وتطبيق البرنامج المقرر سابقا"، مؤكدا أنه تم تنفيذ العديد من التحسينات الهامة لهذا العام الدراسي في مجالات الحكامة والبحث والابتكار.
وشملت التحسينات زيادة عدد الأساتذة والموظفين الإداريين والتقنيين، وإنشاء هيكل فاعل للتدبير المالي من اجل استغلال أفضل للموارد، فضلا عن تحديث الهيكل التنظيمي للجامعة وتعزيز استقلاليتها، وفقا للتوجيهات الوزارية، عدا إعادة النظر في هيكلها الإداري وإطارها النظامي.
علاوة على ذلك، ألح على أن هذا العام يتميز أيضا بالرقمنة الكاملة لعملية التسجيل، مشددا على أنه يجب على الطلاب الآن تحديد موعد عبر الإنترنت خلال مرحلة التسجيل المسبق قبل تقديم ملفاتهم فعليا إلى المؤسسة.
وأبرز أن جامعة عبد المالك السعدي خطت هذا العام خطوة كبيرة في رقمنة عملياتها الإدارية والتعليمية، مبرزا "لقد وفرنا العتاد اللازم لضمان إدارة سلسة وسريعة لعملية التسجيل، وبالتالي تبسيط وتسريع هذه العملية لفائدة الطلاب".
من بين الميزات الجديدة البارزة لهذه السنة الجامعية إطلاق تطبيق "My Morocco Univ"، الذي يهدف إلى تحسين التجربة الجامعية للطلاب من خلال منحهم إمكانية الوصول المباشر إلى مواردهم الرقمية، وتوفير واجهة اتصال تسهل التواصل مع الأستاذة والإدارة، بالإضافة إلى نظام الإشعارات الشخصية، مؤكدا على تعزيز أمن وموثوقية العمليات، وذلك بفضل تكامل منصات جديدة، مثل نظام التسجيل المسبق والتحقق من صحة البيانات ضمن منظومة (APOGEE).
وضمن المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أشار السيد المومني إلى أن هناك مبادرتان بارزتان خلال الدخول الجامعي الحالي، ويتعلق الأمر بمشروع CODE 212 ومراكز التميز، مشيرا إلى أن هذين المشروعين يهدفان إلى تعزيز جاذبية ومراكز التميز وتعزيز القدرة التنافسية للنظام الجامعي المغربي، مع تلبية الاحتياجات المتزايدة للقطاعات التي تشهد التحول التكنولوجي والعلمي.
وأضاف "أن هذه المقاربة الطموحة تنسجم تماما مع رغبة الجامعة في توفير التكوينات التي تتماشى والتحديات المعاصرة، مع إعداد الطلاب ليصبحوا فاعلين أكفاء ومتعددي المواهب في بيئة مهنية تتطور باستمرار".
وبعد ان أشار إلى أن الجامعة لم تذخر جهدا لتعزيز مكانتها وظهورها في التصنيف العالمي للجامعات، منذ مشاركتها الأولى في 2021-2022، سواء من حيث النتيجة أو الترتيب، أشار السيد المومني إلى أن تنقيط الجامعة في مؤشر Times Higher Education Impact آخذ في الارتفاع من نسخة لأخرى، حيث انتقلت مشاركة الجامعة من 5 أهداف إلى 11 هدفا من أهداف التنمية المستدامة خلال الدورة الأخيرة.
لتعزيز هذه الدينامية، يجري اتخاذ العديد من المبادرات، لا سيما تكثيف الجهود البحثية، وتحسين تجربة الطلاب، وإقامة شراكات استراتيجية مع جامعات ومؤسسات ذات شهرة عالمية وتحسين البنية التحتية، وفق السيد المومني، الذي شدد على التزام الجامعة بمواصلة تحسين مكانتها وظهورها على المستوى الدولي.
وخلص المسؤول إلى أن جامعة عبد المالك السعدي تقوم بدورها على أكمل وجه كقاطرة للتنمية الجهوية، من خلال المشاركة عمليا في كافة الفعاليات والبرامج الجاري تنفيذها على صعيد جهة طنجة-تطوان-الحسيمة.