ويمثل هذا المعرض، حسب المنظمين، محطة جديدة في مسار محمد مكوار، حيث يقدم فيها الفنان التشكيلي، من خلال خمسين عملا، تجربة فريدة تمزج بين التأمل الروحي والتعبير الفني من خلال استكشاف العلاقة بين الجسد والمادة.
ويواصل الفنان، من خلال هذا المعرض الذي يستمر في استقبال عشاق الفن التشكيلي إلى غاية 24 من شتنبر الجاري، تكريس مشروعه الفني الداعي للاستمرارية والاستدامة التي يجب أن تكون عليها العلاقة بين الفن والمتلقي، من خلال اعتماد تقنيات مختلطة ودمج عناصر مختلفة.
وقد نجح محمد مكوار في هذه المحطة من "طريقه" الفني الطويل، في تحقيق توازن فريد بين الرسم والخط والتمزيق واللصق وإعادة تثبيت المواد، جاعلا من لوحاته فضاءات تزخر بتمظهرات جمالية في غاية التناسق.
وعن عنوان المعرض، قال الفنان التشكيلي محمد مكوار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه اختار وسم "الطريق" في إحالة إلى "الاستمرارية في المسار الذي سلكه من خلال المعارض السابقة"، والذي يسعى من خلاله إلى إبراز "الطابع الصوفي في أعماله".
وأضاف أنه يعتمد الأسلوب التعبيري في رسم لوحاته، كونه "يتيح الدمج بين عناصر ومواد مختلفة، دون الإخلال بالقيمة الجمالية لأي من هذه المكونات"، موضحا أن "بعض التعبيرات الفنية التي يلجأ إلى استخدامها، مثل الخط العربي، قد لا تجد لها المساحة الكافية فنيا في أساليب فنية أخرى كالتجريد مثلا".
ويعتبر محمد مكوار، الذي ولد في الرباط سنة 1962، من الفنانين الذين ساهموا في إثراء المشهد الفني المغربي بأعمالهم الفريدة والمبتكرة التي تتسم بتقنيات التقطيع والتجميع والتراكيب المبتكرة والمزج بين الألوان والخامات لخلق توازنات بصرية وتعابير عاطفية.
وشارك الفنان التشكيلي، الذي انطلقت مسيرته الفنية في بداية الثمانينيات، في أكثر من 30 معرضا جماعيا، كما نظم 17 معرضا فرديا.