وتميز حفل افتتاح الملتقى، الذي تنظمه جمعية "مهرجان التبوريدة وإحياء التراث الروداني"، بشراكة مع جماعة تارودانت، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عمالة إقليم تارودانت، مجلس إقليم تارودانت، ومجلس جهة سوس ماسة، وبدعم عدد من الفعاليات الاقتصادية، باستعراض لسربات الخيالة المشاركة، بالإضافة إلى سربة نسائية من منطقة الغرب.
وعرف هذا الاستعراض الفني، مشاركة 15 سربة من ثلاث جهات بالمملكة (سوس ماسة، كلميم وادنون، جهة مراكش أسفي) و165 فارسا، وفرق فنية فلكلورية محلية، منها فرقة عيساوة، فرقة كناوة، فرقة أحواش، وفرقة ميزان هوارة، صانعة احتفالية متميزة، وسط تفاعل كبير من طرف الجمهور الحاضر.
وبهذه المناسبة قال، رشيد ربيب، مدير الملتقى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه التظاهرة تسعى إلى النهوض بالتراث الثقافي والتاريخي لفن التبوريدة، عبر تشجيع المواهب الصاعدة ودعم الطاقات الشبابية على تربية الفرس وممارسة فن التبوريدة.
وأضاف، أن الملتقى يهدف إلى خلق فضاءات توفر فرصا مثلى لتحقيق التواصل والاندماج الاجتماعيين من خلال خلق أجواء احتفالية راقية تعكس ما تختزله الأبعاد الرمزية والثقافية المتجذرة للفرس في الهوية الثقافية الوطنية من جهة، ولفن التبوريدة كتراث تاريخي وأصيلي، من جهة أخرى، في إطار خلاق لخدمة التنمية الاجتماعية والإنسانية.
من جهته، أبرز أسامة محضار، ممثل سربة "حمادة بسا" من إقليم تارودانت، أن هذا الملتقى يعتبر متنفس لساكنة مدينة تارودانت، وكذا مناسبة للتعريف بفن التبوريدة الذي يشكل موروث ثقافي مغربي مائة في المائة.
ويروم هذا الملتقى السنوي، إلى تنشيط الحركة السياحية بالمدينة، بجذب أكبر عدد من الزوار من داخل المملكة وخارجها للاستمتاع باللوحات المقدمة لفن التبوريدة والسهرات والأمسيات الفنية ومختلف الأنشطة الثقافية الموازية.
ويعرف برنامج هذه السنة، الذي يتواصل إلى غاية 04 غشت الجاري، تنظيم عروض في فن التبوريدة، وأنشطة تربوية وترفيهية موجهة خصيصا للأطفال بغية تربية الناشئة وتحسسيهم بأهمية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي ورثه الآباء عن الأجداد، لتختتم التظاهرة بحفل تكريم بعض الشخصيات وتوزيع الشهادات على الجمعيات المشاركة.
وتشكل فنون الفروسية التقليدية "التبوريدة"، التي تم إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، موروثا ثقافيا شعبيا وتراثا مغربيا عريقا يجسد علاقة التناغم بين الخيل والفرسان الممارسين، كما يشهد هذا التراث غير المادي إشعاعا وحضورا متميزا في كل المناسبات الاحتفالية بالمهرجانات والمواسم المنظمة بكافة أرجاء المملكة، حيث يشكل علامة مميزة بطقوسها الطافحة بالرموز والدلالات التراثية العميقة.