وفي هذا السياق، أكد المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي، خلال زيارة لمركز التكوين، أن العنصر البشري يعد جوهر العملية الإحصائية والضامن لنجاحها موازاة مع اعتماد وسائل وتقنيات حديثة، تشكل نقلة نوعية في هذه العملية الوطنية البالغة الأهمية، مبرزا أن أهمية نتائج الإحصاء العام تكمن في كونها تشكل قاعدة للاستراتيجية التنموية التي تحقق المملكة عبرها، بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقدما ملموسا على كل الأصعدة، خاصة ما يتعلق بالتنمية السوسيواقتصادية، كما أن الإحصاء العام ونتائجه المرتقبة تتلاءم مع خصائص النموذج التنموي الجديد للمملكة وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وأضاف السيد الحليمي أن تكوين الباحثين والباحثات، الذين سيشاركون في عملية الإحصاء حسب المسؤولية المنوطة بهم، في غاية الأهمية على اعتبار أن الموارد البشرية تعد حلقة أساسية في إنجاح العملية برمتها، التي تعد أهم مصادر البيانات السكانية ووسيلة لتوفير وتجميع وتصنيف وتقييم وتحليل البيانات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بجميع السكان.
ومن جهته، قال المدير الجهوي للتخطيط بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة محمد عدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المندوبية السامية تشرف، في أفق إجراء الإحصاء الوطني في شهر شتنبر المقبل، على سلسلة من التكوينات لفائدة المشاركين في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى على اختلاف مستوى تدخلهم ودورهم في العملية أفقيا وعموديا، مشيرا الى أن التكوينات تخضع بشكل عام الى مناهج علمية دقيقة تساعد المشرفين الجهويين والإقليميين المكونين والمشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين والمراقبين والباحثين على مستوى الجماعات لأداء مهامهم على أحسن وجه ووفق الوسائل التقنية المحدثة.
وشدد المسؤول الجهوي على أن تكوين المسؤولين عن الإحصاء جهويا يمكن من الإحاطة بكيفية جمع المعطيات التي تسعى إليها عملية الإحصاء من جهة، وضمان التواصل الجيد والأفضل مع الساكنة المستهدفة بمختلف مناطق جهة طنجة-تطوان-الحسيمة من جهة أخرى.
وبالنسبة للمشرفة الإقليمية للإحصاء العام للسكان والسكنى بعمالة طنجة-أصيلة، منال وثيق، فإن المناهج والمقاييس التي سيعتمدها الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 والتي تمكن التكوينات من الإحاطة بها بشكل أمثل هي نفسها المعتمدة على الصعيد الدولي، مذكرة بأن مرحلة التكوين الحضوري، التي تستمر الى غاية 10 غشت الجاري، تأتي بعد استفادة المشاركين من تكوين عن بعد، على أن يقوم المشرفون الجماعيون والمراقبون المكونون في المرحلة القادمة الثالثة بتكوين المراقبين والباحثين الذين سيشاركون في الإحصاء العام.
وأوضحت أن المشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين يتلقون تكوينا معمقا في الجوانب التقنية واللوجيستيكية وكذا في الجوانب المتعلقة بالتعامل مع الأسر المغربية بشكل عام وتجميع المعطيات، التي يجب أن تتجاوب مع الإحصاء بشكل سلسل ودقيق نظرا لأهمية هذه المحطة في مسار التنمية بالمغرب، حاضرا ومستقبلا.