وعرف الحفل حضور شخصيات برازيلية مرموقة من مختلف الآفاق، من ضمنها أونتونيو أوغوستو مارتينز سيزار، مدير قسم إفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالبرازيل والجالية المغربية المقيمة ببرازيليا.
وأبرز سفير المغرب ببرازيليا، نبيل الدغوغي، بالمناسبة، "الإمكانات الاستراتيجية" للشراكة المغربية-البرازيلية، لاسيما في المجالات المتصلة بالأمن الغذائي، والاقتصاد الأخضر والنقل البحري والجوي، مشيرا إلى أن الاتفاقيات الجديدة التي تم إبرامها أو التي توجد قيد الإبرام بين البلدين، ستعطي لا محالة، زخما جديدا لهذه الشراكة الواعدة جدا.
ولفت إلى أن سنة 2024 طبعتها أحداث رئيسية في الأجندة الثنائية، من قبيل افتتاح المكتب الوطني المغربي للسياحة، في يناير الفارط، لمكتب تجاري بساو باولو، وانعقاد الدورة الثالثة للمشاورات السياسية في ماي الماضي ببرازيليا، وتنظيم منتدى الأعمال البرازيل-المغرب في دجنبر المقبل، وإعادة افتتاح الربط الجوي بين الدار البيضاء-وساو باولو في 7 دجنبر، والتوقيع في ماي الفارط بأكادير على مذكرة تفاهم بين المديرية العامة للأمن الوطني والشرطة الفيدرالية البرازيلية، تهدف إلى تعزيز روابط التعاون وتبادل الخبرات في المجال الأمني.
وأوضح السفير أن المغرب شكل على الدوام ملتقى الحضارات والروافد الثقافية، مسجلا أن هذه الخصوصية صاغت هوية المملكة وبوأتها مكانتها على الساحة العالمية باعتبارها فاعلا مؤثرا في الفضاءات المتوسطية والإفريقية والأطلسية.
كما أشار إلى المبادرة الملكية الأطلسية، والتي ستمكن أجرأتها بلدان الساحل من تحسين تشبيكها وربطها مع مختلف المنصات المينائية بإفريقيا الأطلسية، موضحا أن الانتهاء من مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب سيسهل الربط الطاقي بين البلدان المنتجة للغاز، وسيشجع تكامل السوق الإقليمية للكهرباء وسيتفيد منه أزيد من 400 مليون شخص.
وتابع في نفس الاتجاه أن ميناء طنجة-المتوسط، الذي يعد أكبر منصة مينائية بإفريقيا والمتوسط، يتموقع اليوم كقطب عالي التنافسية في المسارات البحرية للواجهة الأطلسية.
وأبرز السفير أيضا الجهود الموصولة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن القضية الفلسطينية، إضافة إلى الإجراءات التي تقوم بها المملكة في نبذ خطابات الكراهية والنهوض بمبادئ الحوار بين الأديان ومثل التسامح، والانفتاح والاحترام المتبادل.
وبخصوص تنظيم المغرب لكأس العالم لكرة القدم سنة 2030، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، استحضر الدبلوماسي المغربي المشاريع الضخمة في مجال البنيات التحتية التي توجد قيد الإنجاز، بطموح يتجلى في جذب 26 مليون سائح.
وفي كلمة باسم الحكومة البرازيلية، أكد السيد مارتينز سيزار أن المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، أطلق إصلاحات جوهرية في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، لافتا إلى هذه الإصلاحات التي تم القيام بها في إطار روح التعددية والتسامح، أسهمت إلى حد كبير في تحقيق ازدهار المملكة.
وأكد المسؤول البرازيلي أن علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين قد تعززت وتوطدت خلال السنوات ال25 الماضية، مبرزا أن الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس إلى البرازيل، منذ عشرين سنة، كانت منعطفا رئيسيا في هذه العلاقات التي تتميز بأجندة ثنائية متنوعة وحوار بناء في المحافل متعددة الأطراف.
ونوه مارتينز سيزار بتميز العلاقات الثنائية التي تستشرف آفاقا جديدة، مسجلا أن البرازيل والمغرب، اللذين تحذوهما طموحات مشتركة بشأن التنمية والسلم، استطاعا توطيد أواصر الصداقة التقليدية خدمة لمصالحهما المشتركة.