واحتضن فضاء الذاكرة والمقاومة والتحرير بالمدينة الحمراء هذا اللقاء، الذي نظمته النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمراكش آسفي، لتسليط الضوء على هذه الملحمة البطولية للمقاومين المغاربة البواسل والانتصار الحاسم على قوات الاحتلال بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي.
وبهذه المناسبة، أشار النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير مراكش آسفي، لحسن بن يحيا، إلى أن هذه المحطة الكفاحية من أجل نيل الاستقلال تجسد إحدى أبهى صور النضال والمقاومة ضد الوجود الاستعماري والأطماع الأجنبية.
وأوضح السيد بن يحيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إحياء هذه الذكرى المشرقة من تاريخ المقاومة الوطنية يشكل فرصة لإبراز الأدوار الرائدة لساكنة الريف خلال هذه الملحمة التاريخية، والتضحيات الجسام التي قدمها الأجداد دفاعا عن الثوابت الوطنية ووحدة المملكة.
و أكد أن هذه المعركة، التي قادها الشعب المغربي معية العرش العلوي المجيد، تظل إحدى الملاحم المنقوشة "بحروف من ذهب"، مبرزا أهمية الاحتفاء بمثل هذه الأحداث الرائدة للحفاظ على الذاكرة الوطنية وتنوير الشباب والأجيال الصاعدة، من خلال الدروس القيمة المستقاة من هذه الملاحم الخالدة.
وأوضح رشيد شحمي، الأستاذ والباحث في التاريخ الاجتماعي، في تصريح مماثل، أن هذه الملحمة تجسد بقوة بسالة وشجاعة المغاربة وحسهم الوطني الكبير وتضحياتهم الجمة من أجل الدفاع عن الوطن الأم.
ووقف عند مميزات هذه المعركة، أبرزها استغلال المقاومة بقيادة المناضل محمد بن عبد الكريم الخطابي للمجال، واستعمال قوة الماء (عين سيدي عبد الرحمن)، فضلا عن التكتيكات العسكرية المعتمدة خلال هذه المحطة البارزة في تاريخ المقاومة الوطنية المغربية.
وفي معرض إبراز الأبعاد التاريخية لهذه المرحلة المهمة من المسار التحرري، أبرز الأستاذ شحمي، وهو أيضا مدير أكاديمية توبقال للأبحاث والدراسات الاجتماعية، الدروس المستخلصة من هذه المعارك ومختلف ملاحم المقاومة الوطنية.
من جانبهم، أجمع مختلف المتدخلين خلال هذا اللقاء على أهمية إبراز الانتصار العظيم الذي حققه المقاومون المغاربة خلال هذه المعركة، مؤكدين أن إحياء هذه الذكرى المشرقة يشكل احتفاء بقيم التضحية والتعلق بالوطن.
يشار إلى أن معركة أنوال كانت من بين المحطات الكبرى لحركة التحرر التي مهدت الطريق إلى بروز الحركة الوطنية بزعامة المغفور له محمد الخامس لتحرير المغرب، والتي واصل على خطاها وريث سره المغفور له الحسن الثاني، ومن بعدهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتعزيز المكتسبات واستكمال الوحدة الترابية.