وبات "لحاق الصحراوية" تظاهرة ذائعة الصيت وعلامة دامغة، رسخا مكانتها على مر السنين ليس فقط في المشهد الرياضي، ولكن أيضا في المجال الاجتماعي والسياحي في المغرب وخارجه.
وتشهد النسخة العاشرة من هذا اللحاق، التي انطلقت فعالياتها أمس الأحد بالداخلة، توافد متباريات من آفاق مختلفة ينحدون على الخصوص من افريقيا و أوروبا، يحذوهن العزم لتجاوز جميع العقبات من اجل تمثيل الجمعيات المغربية والأجنبية.
وهكذا، تعيش مدينة الداخلة، لؤلؤة الصحراء المغربية، على مدار أسبوع كامل، على إيقاع حدث فريد من نوعه، يوحد النوايا الحسنة ويضع النهوض بقضايا المرأة والاندماج الاجتماعي ضمن أولوياته ،ويدرج كذلك تعزيز الأقاليم الجنوبية في قائمة اهتماماته.
" الصحراوية" قصة حب وامتنان، فقد ولد حلم جمع نساء من ثقافات مختلفة وآفاق وخلفيات متنوعة حول تحد جديد قبل عشر سنوات. آنذاك وافقت الراحلة عائشة الشنا، على الانضمام إلى هذا الحلم، وأصبحت العرابة الرسمية للتحدي النسائي والتضامني "الصحراوية، تقول رئيسة جمعية خليج الداخلة ليلى أوعشي، على هامش هذه التظاهرة، مضيفة "ان هذه المغامرة هي في الأساس رحلة لكل مشاركة لخوض تجربة تضامن نسائية وقوية يحفزهن في ذلك تجاوز الذات والمرونة والمشاركة".
وأكدت على أن هذا الحدث الرياضي النسائي والتضامني بامتياز يحمل رسالة حقيقية لدبلوماسية التضامن. وقد جمع بالفعل عدة آلاف من النساء، من خلفيات مختلفة، للترويج لمدينة الداخلة على المستوى الدولي."
ونوهت الفاعلة الجمعوية بالشعار الذي تتبناه "الصحراوية" على مر عقد من الزمن ، وهو "إبراز قيم التضامن والتفاني من أجل خدمة قضية إنسانية في سياق استثنائي، وذلك من خلال التضامن مع سكان المناطق في وضعية صعبة"، مشيرة في هذا السياق، إلى أنه سيتم تنظيم حفل خيري قصد المساهمة في تشييد القرية السادسة لقرى الأطفال المُسعفين بالمغرب "SOS Village d’Enfants" بالداخلة.
ويرغب المنظمون، تضيف أوعشي ،في رفع مستوى الوعي بين المشاركات حول الممارسات الثقافية للبلاد ،وكذلك إدراج التراث الصحراوي الحساني كجزء لا يتجزأ من المغامرة، ولا سيما من خلال الوجبات التقليدية المقدمة، وأنشطة الترفيه، وكذا اللقاءات مع الساكنة المحلية.
وتجرى أطوار هذا الحدث الرياضي النسائي بامتياز عبر مشاركة ثنائية في كل مراحل السباق، من البداية إلى النهاية، بما يتيح للمشاركات خوض مغامرة مشتركة.
ويسلط مسار هذا اللحاق الضوء على المناظر الطبيعية المغربية المتفردة، حيث يبحر بين المياه الفيروزية للمحيط الأطلسي والكثبان الرملية الذهبية.
و جدير ذكره أنه في غضون عشر سنوات تمكنت هذه التظاهرة من دعم أكثر من 90 جمعية بفضل كرم المشاركات والشركاء الداعمين كما فاق مجموع التبرعات 1,186,032 درهم. اما المشاركات فبلغ عددهن أكثر من 1000 مشاركة من جميع أنحاء العالم.
يتم سنويا، بفضل التزام الفرق المشاركة، دعم العديد من الجمعيات على المستويين الوطني والدولي، وذلك منذ النسخة الأولى،كجمعية قرى الأطفال المسعفين بالمغرب ، و اليونيسف ، وجمعية التضامن النسوي ، وجمعية الأمان لتنمية المرأة، وجمعية أصدقاء الشريط الوردي، و جمعية جود للمواطنة والتنمية ، و جمعية قطرة الحليب ، ثم جمعية روبرت ديبري .