فبعين عرمة، الجماعة القروية التي تبعد عن العاصمة الإسماعيلية بثلاثين كيلومتر، توافد المستفيدون الأوائل من هذه العملية التي تهم حوالي مليون أسرة (3,5 مليون مغربي)، على النقاط المخصصة لتوزيع هذا الدعم الذي يأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية الرامية إلى تثبيت منظومة قوية توفر الحماية الاجتماعية لفئات واسعة من المواطنين.
وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد عدد من المستفيدين بهذه الجماعة الترابية على الطابع الرمزي والاجتماعي لهذه المبادرة التي يأتي تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة في إطار الجهود التي ما فتئ جلالته يوليها لإرساء ركائز الدولة الاجتماعية وتحسين ظروف عيش المواطنين.
وأعرب هؤلاء المستفيدون من الدفعة الأولى للدعم الاجتماعي المباشر عن امتنانهم الكبير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيدين بالظروف الجيدة التي تمر فيها هذه العملية، والتدابير التقنية والادارية واللوجستية المتخذة على المستويين المركزي والمحلي من أجل توزيع سلس وموجه للدعم، بانخراط مختلف القطاعات المعنية بتنزيل هذا المشروع الملكي.
وأفاد بوخشيبة بوعابد، مسؤول الحماية الاجتماعية بقيادة عين عرمة، بأن المواطنين يواصلون التسجيل للاستفادة من هذه العملية على مستوى ثلاث جماعات تابعة لهذه الدائرة، ويتعلق الأمر بأيت ولال، ودار أم سلطان وعين عرمة، مضيفا أن هذه العملية تجري في ظروف جيدة.
من جهته، أوضح محمد طويح مسؤول إحدى الوكالات المكلفة بتحويل الأموال المنخرطة في هذه العملية، أن عملية توزيع الدفعة الأولى من الدعم الاجتماعي المباشر تمر بسلاسة، مضيفا أن المواطنين المستفيدين سعداء بهذه المبادرة ذات الطابع الاجتماعي التي تجسد العناية السامية التي يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس رعاياه الأوفياء، لاسيما الذين يوجدون في وضعية هشاشة.
ويعتبر نظام الدعم الاجتماعي المباشر، الذي يأتي تجسيدا للتوجيهات الملكية السامية الواردة في الخطاب السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، برنامجا وطنيا يهدف إلى تحسين الوضع المعيشي للأسر التي لديها أولاد في سن التمدرس أو تلك التي توجد في وضعية هشاشة، والتي لا تستفيد حاليا من أي تعويضات عائلية وفق النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل، وذلك بهدف دعم قدرتها الشرائية.
ويستهدف هذا البرنامج ملايين الأسر التي لا تستفيد حاليا من أي تعويضات عائلية، وخاصة تلك التي لديها أولاد دون سن الواحدة والعشرين، أو تلك التي ليس لديها أولاد، أو لديها أبناء يتجاوزون هذه السن والتي توجد في وضعية هشاشة.
وسيساهم البرنامج، الذي سيتطلب تنزيله تعبئة ميزانية سنوية تنتقل من 25 مليار درهم سنة 2024 إلى 29 مليار سنة 2026، بصفة خاصة، في تنزيل "دخل الكرامة لكبار السن"، و"التعويضات العائلية لجميع الأسر"، وكذا "دعم مدى الحياة للأشخاص في وضعية إعاقة".
ولتحديد الأسر المؤهلة للاستفادة من هذا البرنامج، سيتم الاعتماد على السجل الاجتماعي الموحد؛ وهو آلية للاستهداف تمكن من تقييم مستوى معيشة الأسر عوض الاعتماد على الدخل الأسري. ويبقى تقديم الدعم الشهري مرتبطا، بشكل أساسي، بالتسجيل في السجل الاجتماعي الموحد، الذي يمكن من تحديد الأسر الفقيرة والهشة بشكل فعال في جميع أنحاء المملكة، سواء على مستوى المناطق الحضرية أو القروية أو الجبلية.